الأحد، 16 يونيو 2019

الشيخ ابو اسحاق الجويني


(قنبر علي) حي من احياء رصافة بغداد، تمتد جذوره التاريخية الى قرون عديدة وتعود تسميته الى مرقد ينزوي بين بيوته، يعود الى (قنبر) خادم الامام علي الهادي ويزور ذلك الضريح سكان تلك المنطقة تبركا وتقربا لآل بيت الرسول (عليهم السلام). قسم من هذه المنطقة يسمى التوراة نسبة الى وجود كنيس لليهود واغلب سكانها من العوائل اليهودية، قبل هجرتهم من العراق
يعد هذا الكنيس  من اقدم المعابد اليهودية في بغداد ويطلق عليه  "كنيس الشيخ اسحق الغاووني" نسبة الى حاخام يهودي مدفون فيه  اسمه إسحاق الغاووني  ويطلق عليه اهالي المنطقة الشيخ ابو اسحاق الجويني  .. والغاوون اسم  أطلق على رؤساء بعض المدارس الدينية ..وبمرور الزمن تحول الكنيس الى  مجموعة من الغرف والبيوت الصغيرة .. تهدمت واصبحت اكوما من الحجارة تملأها النفايات ولم يبقى منه سوى غرفة مستطيلة الشكل تضم مرقد الشيخ الجويني  
يصف الباحث يوسف رزق الله غنيمة في كتابه "نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق" المطبوع سنة 1922م المكان بانه عبارة عن غرفة مربعة الشكل سقفها معقود بالآجر وارضها مبلطة بالقاشاني الأبيض والأزرق ..في وسطها مصطبة من الخشب عالية عن الأرض مغطاة بقماش لطيف مذهب وفوق الضريح قنديل يوقد ليلا ونهارا  باب الغرفة  من الرخام محفور عليه تاريخ وفاة الشيخ  إسحاق المتوفي سنة 620 لخراب بيت المقدس..
تحول  الكنيس في مطلع القرن العشرين الى ملجأ للعميان واصحاب العاهات اضافة الى الراغبين  بدراسة  الشريعة اليهودية وفي عام 1931 الحق  بالكنيس مدرسة مسعودة سلمان .. وبعد هجرة اليهود من العراق  انتقلت العناية بالمرقد الى ابناء المحلة من  المسلمين وتروي  الاساطيرالشعبية ان المزار يسكنه عربيد كبير يحرسه منذ مائة سنة ، ويتحدث الاهالي سيدة  تدعى ام اسراء تعد لهذا العربيد  وجبة طعام من البيض المسلوق، وتقوم بتلك الخدمة من تلقاء نفسها منذ الطفولة.
وبتعاقب الزمن أهمل هذا المرقد وتحول الى حفرة يحيط بها الاوساخ والنفايات و تحيطه شموع وزهور بلاستيكية وضعها بعض الزوار المسلمين ممن يتبركون بالمرقد  بوضع الحناء على باب القبر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...