الجمعة، 18 أبريل 2025

قصة الطائرة الكورية

في 29 نوفمبر 1987 انطلقت رحلة الخطوط الجوية  الجوية الكورية الرقم  KAL 858 بين بغداد و مطار جيمبو الدولي في كوريا الجنوبية. وتضم على متنها 104 راكب و11 من أفراد الطاقم وكان من المفترض  ان تكون لها نقطتا عبور ( ترانزيت ) الأولى في أبو ظبي  والثانية في بانكوك  في تايلند .استقل الطائرة  في مطار بغداد الدولي شخصان يحملان جوازي سفر يابانيان  ادعوا انهم اب  في السبعين من عمره  وابنته  الشابة الجميلة (شينيشي هاشيا ومايومي هاشيا) وكانت الشابة تحمل جهاز راديو  فحاولت المسؤولة عن التفتيش افهامها  بان التعليمات تنص على نزع البطاريات من الجهاز  فبكت الشابة  وادعت ان والدها  العجوز  لا يفارق المذياع مما استدعى تدخل ضابط الامن  والذي وافق على ادخال البطاريات الى الطائرة بعد تفتيش الجهاز بشكل دقيق .
لم يكن الجميع يعلم  ان الجهاز كان يضم قنبلة موقوتة ....وفي مطار بغداد  الدولي وقبل 20 دقيقة فقط من الصعود إلى الطائرة،تظاهرالعجوز باللعب مع الراديو وحدد وقت التفجير ب 9 ساعات في وقت لاحق. وعند الصعود الى الطائرة وضعوا القنبلة في مقصورة الركاب وغادروا الطائرة في مطار أبو ظبي دون حملها.لتنفجر الطائرة أثناء تحليقها فوق بحر أندمان بعد الترانزيت الثاني في  تايلند وقتل 115 شخصا على الفور..
وعلى الفور انتقل محققون من كوريا الجنوبية  واثار  العجوز وابنته الشكوك خاصة بعد ان  اكدت السفارة اليابانية في أبو ظبي أن جوازي السفر مزوران.. و تمكن الضباط من تعقب المشتبه بهما، في مطار البحرين الدولي قبل أن يستقلوا طائرة متجهة إلى روما، إيطاليا. حيث أوقف الاثنان عند بوابة المغادرة. حاول المشتبه فيهما خلالها  الانتحار عن طريق  تدخين سيجارة تضم  كبسولة سيانيد. حيث  توفي العجوز فيما  تم سحب  السيجارة من المرأة  قبل  ان تعض كبسولة السيانيد  من قبل الضباط البحرينيين  . وتبين انهما عميلان كوريان شماليان. فجرا الطائرة  بناء على أوامر من حكومة كوريا الشمالية، وكانت الغاية من تفجير الطائرة  هو إخافة البلدان من حضور أولمبياد سيول عام 1988.و إرهاب المشاركين الأولمبيين
وفي 15 كانون الأول/ديسمبر 1987، سلمت المرأة ، والعجوز  المتوفى، وأدلة أخرى إلى كوريا الجنوبية. وتبين ان  المرأة اسمها  كيم هيون هوي  وقد سلمت تحت حراسة ستة من رجال الأمن، ولصق فمها حتى لا تقتل نفسها.
كيم هيون هوي مدربة تدريبا عاليا ولديها مهارات تجسس وخاصة في الاستجواب. حيث أضربت عن الطعام تتحدث اليابانية والصينية. لاخفاء هويتها..

وفى اليوم السابع بعد وصوله الى كوريا الجنوبية اعترفت كيم هيون هوى بانها من كوريا الشمالية  
وبانها مكثت فى ماكاو لاكثر من عام لتعلم الماندرين والكانتونية .ثم  طارت إلى بيونغ يانغ للقاء شريكها  العجوز ، وكانا  يسافران  عبر سلسلة من المدن في جميع أنحاء العالم لمحو مساراتهما: موسكو وبودابست وفيينا وبلغراد وبغداد وأبو ظبي وأخيرا البحرين.
وفي عام 1989، حكمت محكمة كورية جنوبية على كيم هيون هوي بالإعدام. ولكن رئيس كوريا الجنوبية آنذاك( رو تاي وو) منحها عفوا باعتبار انها كانت  ضحية لعمليات غسل دماغ كوريا الشمالية. وقد اطلق سراحها فى عام 1992 وتعيش حاليا تحت حماية حكومة كوريا الجنوبية  حيث تزوجت في وقت لاحق من رجل مخابرات كوري جنوبي وأنجب طفلين. قامت كيم هيون هوي بكتابة سيرة ذاتية عنوانها «دموع روحي» وتبرعت بعوائد الكتاب إلى عوائل ضحايا الرحلة KAL 858.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاختلاف بين الشينغن والاتحاد الأوربي

شينغن  هي قرية صغيرة تقع في الجنوب الشرقي من لوكسمبورغ تشتهر بصناعة النبيذ واشتهرت هذه القرية بعد ان شهدت  في 14 يونيو 1985 توقيع اتفاقية شي...