عرفت بجمالها وكثرة انهارها التي تجاوزت 630 نهراً وجدولا وكثرة زوارقها البخارية والسفن الشراعية والبواخر ومن اشهرها محليا البلم العشاري وهو احد موروثاتها التراثية والشعبية التي اشتهرت بها البصرة
والبلم العشاري اشبه ما يكون بالجندول في مدينة فينيسيا الايطالية. يصنع من الخشب (الصاج) الهندي وهو طويل ورفيع ويفرش من الداخل بالبسط الملونة وتوضع على جانبيه الوسائد ذات الوان والتي يطلق عليها (التكيات) وغالبآ ما يوضع عليه مظلة للوقاية من الشمس في حين يقف صاحب البلم في المؤخرة وبيده المردي أو العصا الطويلة لدفعه نحو الامام وذلك قبل دخول المكائن الحديثة .
كان البلم العشاري احد وسائط النقل قبل قرن من الزمن حيث تنقل فيه الفواكه والخضار والفلاحين القاطنين في مناطق ابي الخصيب والتنومة والكباسي وكَردلان والصالحية، ويساعد (البلام) شخص يجلس في مؤخرة البلم يحافظ على توازن واستقرار البلم عند سيره في النهر، وكان البلم يؤجر للشركات مثل سيارة الاجرة قبل شركة كرمكنزي وستريك وهما مختصان بالملاحة وكان لـ (الابلام العشارية) موقف خاص قرب الشريعة المقابلة لمقام الامام علي
سمي بالبلم العشاري لانه يقوم بنزهات نهرية في شط العشار حيث توجد الشرائع في بداية الشط لتنقلهم من بداية جسر سوق المغايز او سوق الهنود وسط النهر ذو الماء الصافي والعذب ومن ثم الرجوع للعشار . وعادة ما يعلق في البلم فانوس نفطي ليلا ينحسب ضوءه على وجه النهر، حيث كان ماء شط العرب نظيفاً وصافياًُ ويستطيع الراكب في البلم التمتع بطبيعة جمال البصرة الساحرة وغابات النخيل وقد وصفته الرحالة المستشرقة (مدام ديولافوا) وصفاً جميلاً عندما قالت فيها عام 1881 م (اجلس فيه وانظر الى ضوء القمر بروعة وكأننا في البندقية ولكن ليست بندقية ايطاليا)..هذه الخصوصية في طبيعة البصرة وجمالها ُ جعلها تنفرد في العراق ومنطقة الخليج العربي (ببلمها العشاري) الذي يعد من موروثات المدينة الشعبية والفلكلورية
وهناك الكثير من الاغاني الشعبية والفلكلورية التي تغنت بجمال وروعة البلم العشاري لعل اشهرها (يا ابو بلم عشاري) للعملاق الراحل فؤاد سالم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق