الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

قصة بايسون كاولا

 ولد بايسون كاولا في إحدى القرى الصغيرة في جنوب ملاوي ، سافر الى مدينة جوهانسبرج في جنوب افريقيا للعمل بقطاع الغاز ، وبعد أن جمع مبلغ مقبول عاد الى بلاده ليستثمر امواله في شراء منزل وارض زراعية ووظف فيها عدد من المزارعين  ... اصيب احدهم  بجراح خطيرة عام 1991  اثر اعتداء من قبل احد الجيران  توفي على اثره   في  المستشفى ...
اتهم بايسون كاولا  بالحادث  واحيل الى المحكمة التي حكمت عليه بالاعدام ..
في ذلك الحين لم يكن في ملاوي  الا شخص واحد  يقوم بتنفيذ حكم الاعدام وهو من خارج الدولة  وكان ياتي  الى مالاوي كل سنة لتنفيذ الاحكام  بينما يعيش المحكوم حالة الانتظار ..في  ما يسمى طابور الاعدام  ..
عام 1991 كان من حسن حظ  بايسون ان اسمه كان في نهاية  قائمة  من 21 شخصا كان من المفترض ان ينفذ بهم الحكم  ولكن تاخر الشرطي في ذلك اليوم  اضافة الى سوء حالته الصحية ادى الى تاجيل التنفيذ باخر 3 اشخاص كان منهم  بايسون  الى عام 1992 ..
وفي عام 1992  قام الشرطي المنفذ بإعدام 71 شخص و عندما حان دور بايسون شعر بالتعب و أجل التنفيذ الى عام 1993 .
وفي المرة الثالثة عام 1993  تم ادراج  اسم بايسون في اعلى طابور الاعدام ولكن الشرطي لم يحضر في اليوم المحدد بعد اصابته بعارض مرضي  فتم تأجيل تنفيذ الاعدام فيه لعام 1994 ..
في عام 1994 و قبل يومين فقط من موعد تنفيذ عقوبة الاعدام في بايسون استلم الحكم في مالاوي حكومة جديدة  منتخبة  كان اول  قراراتها الغاء  عقوبة الاعدام و استبدالها  بالسجن المؤبد.. لذا تم ترحيل بايسون سجن  زومبا في مالاوي ليقضي محكوميته .. وخلال وجوده في السجن إلتحق بالتعليم و حصل على الشهادة الابتدائية و الاعدادية و الثانوية
عام 2007 تمت اعادة محاكمة  139 شخصا  و بعد سنواتى  من العذاب اثبتت براءته عام 2014  خاصة بعد اعتراف القاتل الحقيقي بالجريمة  لذا  افرج عنه وكان حينها في العقد الستينى وتوفيا  وقد توفيت زوجته وغادر اولاده  ولم يجد امامه الا أمه وهي  الوحيدة التى امنت ببرائته ..
بعد هذه القصة العجيبة تحول بايسون من مزارع بسيط الى نجم مشهور يجوب العالم كسفير للامم المتحدة للنوايا الحسنة و يعيش اليوم في قريته  الصغيرة  مع والدته ...وهو يردد   ( كنت أعلم ان الله عادل و لن يخذلني حتى لو ظلمني الناس )..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...