قصة ربما لن تكررها
الأيام مجددا لامرأة محظوظة في العالم نجت
من ثلاث حوادث غرق كبرى لثلاث سفن عملاقة تابعة لشركة وايت ستار لاين الساحلية.....
مضيفة وممرضة أرجنتينية
من اسرة ايرلندية مهاجرة من مدينة دبلن، والدها مربي ماشية و هي الابنة الكبرى
لأسرة متكونة من تسع إخوة عاش منهم ستة فقط. أصيبت فيوليت في طفولتها بداء السل
الذي تكهن الأطباء بٱستحالة شفائها وأن فرصة بقائها علي قيد الحياة ضعيفة للغاية
منه ومع ذلك تجاوزته وبقيت علي قيد الحياة... قضت معظم طفولتها في رعاية أشقائها
الأصغر سنا ..توفي والدها .. وانتقلت
عائلتها إلى إنجلترا ، حيث التحقت فيوليت بمدرسة تابعة لأحد الأديرة ، وكانت في
نفس الوقت ترعي شقيقتها الأصغر منها ..ولكن
والدتها اصابها المرض مما اضطر فيوليت للعمل بدلا عنها على متن سفينة البريد
الملكي البريطاني أورينوكو عام 1908.... .بعد عامين ، وتحديدا عام 1910 ، انتقلت
فيوليت للعمل علي متن السفن التابعة لشركة وايت ستار لاين .. وكانت البداية مع
سفينة الأولمبيك أكثر السفن المدنية فخامة
وأكبرها في ذلك الوقت علي الإطلاق.. في العشرين من سبتمبر 1911 غادرت ميناء ساوثامبتون واصطدمت بسفينة البحرية الملكية البريطانية
هوك ..وغرقت السفينة وكانت فيوليت من ضمن الناجين من الحادث ...
بعد الأولمبيك ، جاءت
أعظم سفن العالم وقتها... التايتانك ... وتقرر نقل جيسوب للعمل علي متنها وهي بنت
الخامسة والعشرين في أول رحلاتها التي انطلقت في 10 نيسان 1912 ، ولكن بعد أربعة أيام فقط ، اصطدمت تايتانك بجبل جليدي
خلال رحلتها بين بريطانيا والولايات المتحدة ، وخلال ساعتين فقط غرقت التايتانك تماما
وكانت فيوليت ايضا من ضمن الناجين
و تم إنقاذها وباقي الناجين بواسطة
السفينة كارباثيا التابعة لنفس الشركة...
بعد اندلاع الحرب العالمية الأولي حشدت كل الدول المتحاربة جهدها للمجهود الحربي ..
وعملت فيوليت كممرضة في الصليب الأحمر
البريطاني علي متن السفينة بريتنيك التابعة لنفش الشركة والتي تم تحويلها لسفينة طبية حربية ، وفي صبيحة 11/11/
1916 وبسبب انفجار غامض ، غرقت السفينة في بحر ايجه الذي يفصل بين اليونان وتركيا والمرتبط بالبحر
الأسود وخلال 57 دقيقة فقط غرقت السفينة وقتل في الحادث اكثر من 30 شخصا وكان الموت قريبا من فيوليت بسبب شفرات مراوح السفينة الي جذبت سفن الإنقاذ
تحتها وقتلت عددا من الذين كانوا علي متنها ، لكنها بخبرتها
قفزت من قارب النجاة ونجت رغم تلقيها صدمة في رأسها ...و افترضت السلطات البريطانية
حينها أن السفينة إما ضربت من قبل طوربيد أو بلغم زرعته القوات الألمانية . وحتى
الآن العلماء لم يتمكنوا من التوصل إلى نتائج نهائية عن السبب الحقيقي.
المثير أن الجملة التي
اخترناها كي تكون عنوانا للموضوع ، لم تقلها فيوليت مطلقا ، لقد عادت السيدة للعمل
مجددا في البحار مع نفس الشركة وايت ستار لاين ، ثم ريد ستار لاين وهي شركة منافسة
، ومن ثم عادت مجددا إلي البريد الملكي.
عملت جيسوب ما يقارب 42
سنة في البحر مابين 1908 إلى 1952، خلال تقاعدها قامت بكتابة مذكرات حياتها الخاصة
وأجرت حواراً مع مجلة المرأة الأمريكية بعد ٱفتتاح فيلم أتلانتيك لاتيتيود... ظهرت
في العديد من الأفلام التي جسدت قصص تلك السفن ومنها فيلم "ليلة لا
تنسي" الذي عرض عام 1958 ولعبت دورها الممثلة الأنجليزية ماريان ستون ، وظهرت
في الفيلم وهي توعز لرجل الأعمال الأيرلندي الشهير وقتها توماس اندروز ليرتدي حزان
الأمان.
كما ظهرت في العرض
المسرح بمناسبة مرور قرن علي غرق تيتانك بمسرح هاي جيت في لندن.
توفيت جيسوب التي لقبت
"بملكة الجمال الغير قابلة للغرق" نتيجة قصور القلب الاحتقاني في عام
1971 في سن ال 83.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق