الخميس، 16 أغسطس 2018

صراع على توزيع الافلام السينمائية في العراق


شهد العراق في اربعينيات القرن الماضي توسعا في دور العرض السينمائي وازدهرت تجارة الافلام والرقوق السينمائية ... كانت الافلام الاجنبية  توزع من قبل وكلاء الشركات المنتجة ..حيث إحتكر أصحاب سينما روكسي عرض وتوزيع أفلام شركة (مترو كولدين ماير) ..واحتكر أصحاب سينما غازي عرض وتوزيع أفلام (فوكس للقرن العشرين) أما افلام شركات برامونت و ر.ك راديو و يونيفيرسال و كولومبيا و وارنر وباقي الشركات الأمريكية فقد كانت توزع من قبل  مكاتب الإستيراد والتوزيع في بغداد..
الصراع الاهم  كان في توزيع الافلام العربية وأغلبها مصرية حيث  كانت تشترى من المنتجين المصريين مباشرة من قبل أصحاب دور العرض السينمائي في بغداد وكان يتم إحتكار عرضها في دور السينما العائدة للمشتري وخاصة الأفلام ذات الإيراد العالي كأفلام أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وليلى مراد وكان اغلب أصحاب دور العرض في بغداد يمتلكون  دور للسينما في بقية المحافظات...
في عام 1951  قررت غرفة تجارة السينما المصرية منح  حق توزيع الأفلام المصرية في العراق للتاجر العراقي (إنطوان مسيح) بتشجيع من المنتج المصري (يحيى إبراهيم) .. فإعترض عدد من المهتمين بهذا المجال  وقدم كل منهم نفسه  ليكون الموزع الوحيد في العراق ومنهم إسماعيل شريف العاني صاحب سينما الحمراء وحبيب الملاك صاحب سينما ميامي وديانا .. وسليم الأطرقجي صاحب سينما النجوم ... وحدث صراع كبير بينهم ...و قام هؤلاء بارسال  برقيات الى غرفة تجارة السينما في القاهرة تحمل تفاصيل  نشاطهم في العراق .. حيث ارسل  إنطوان مسيح برقية  تهنئة الى مجلة (الفن) المصرية وهي المجلة الناشطة في الوسط الفني آنذاك.. حملت البرقية توقيع الشركة العراقية المصرية للسينما (إنطوان مسيح وشركاؤه) ونعيم الجواهري (صاحب ملهى الجواهري) وسبتي طاهر (شاعر شعبي) وجميل قشطة (مطرب وموسيقي) وعبدالرزاق البنهاوي (موسيقي مصري) وزوجتة المطربة (راوية) وأحمد حمدي (ممثل عراقي) وفؤاد يوسف مصطفى (محرر صحفي) وكل من الفنانات عفيفة إسكندر ونرجس شوقي وعزيمة توفيق..
أما (إسماعيل شريف العاني) فقد ارسل برقية  للقاهرة ووجه دعوة الى  المطرب محمد فوزي وزوجته الممثلة مديحة يسري لزيارة بغداد لحضور العرض الأول لفيلمهما الملون (الحب في خطر)...
 وحين سمع المنتج  (حبيب الملاك) بذلك أبرق الى غرفة تجارة السينما المصرية في القاهرة عارضا شراء 5 أفلام دفعة واحدة ليبرهن على أنه الأفضل بينهم  وهذه الأفلام (حبيب الروح) و (ياسمين) و (فيروز هانم) و(ليلة الحنة) و (المليونير).ولم يكتفي الملاك بذلك  بل سافر فورا للقاهرة وفاجأ الوسط الفني بزيارته وعرضه هذا.. وبادر فور وصوله لدعوة السينمائيين المصريين منتجين وممثلين وممثلات ورجال صحافة الى مادبة عشاء فاخرة  في فندق (مينا هاوس) حضرها اشهر الفنانين انذاك ..فريد الأطرش وحسين صدقي وبهيجة حافظ ومحمود ذوالفقار وزوجته مريم فخرالدين والمخرج صلاح أبو سيف وعزيزعثمان وأنور وجدي وزوجته ليلى مراد وعدد من المنتجين وزوجاتهم وكانت مناسبة لأن يبرهن على إمكانياته المادية العالية في ساحة توزيع الأفلام في العراق ..وحين تقدم الفنان أنور وجدي مهنئا الملاك على شرائه 5 أفلام دفعة واحدة قال له الملاك مبتسما (خلي إيصيرن 6) فأضاف لها فيلم (من القلب للقلب) والأفلام جميعها إنتاج أنور وجدي وهكذا كسب حبيب الملاك الجولة الأولى بهذه المنافسة وعاد لبغداد محملا بستة أفلام لتحسم غرفة السينما المصرية في القاهرة الأمر بتحديد الموزع في العراق.

 صورة نادرة تجمع الموسيقار فريد الاطرش مع المنتج حبيب الملاك في القاهرة


من عدة مصادر .. بتصرف

هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...