حمام العليل

يأتون حمام العليل تشافيا .... وانا بحمام العليل ..عليل....

  هذا البيت مطلع قصيدة للرائع جابر الجابري اذا لم تخني الذاكرة ... .. تبعد ناحية حمام العليل 30 كم جنوب شرق مدينة الموصل وتطل المدينة على ضفاف نهر دجلة ...عين حمام العليل من العيون الجميلة جدا والمشهورة في جميع أنحاء العراق والعالم وهو من أشهر حمامات الدنيا ثرائا من ناحية المياه المعدنيه التي تخرج من ينابيع من داخل الأرض وتمتاز مياهها بانها ساخنة لدرجة الغليان صيفا وشتاء.. تسحب المياه من العيون الموجودة قرب نهر دجلة إلى حمام مائي كبير على شكل حوض بواسطة مضخات كبيرة وهي مقسمة إلى قسمين حمام للرجال وحمام للنساء لكثرة الزائرين لهذا الحمام. يقال إنها تشفي كثير من الأمراض مثل الصدفيه بأنواعها والروماتيزم والمفاصل وتساعد على ألتئام الجروح التي تصيب الجلد وتعقم الجسم من الجراثيم وتريح العضلات والجسد المتعب تسمى المنطقة بحمام العليل كما تسمى بحمام علي احيانا  وفقا لرواية تقول بان الامام علي عليه السلام  قد اغتسل في مياهها المعدنية ..اما كبار السن في المنطقة فهم يستحمون في العين الموجودة في النهر مباشرة ويمضغون ترسبات الكبريت على الجدران الداخليه للعين والتي تكون على شكل مادة تشبه القير الاسود وهي مفيدة لتقوية وتبييض الاسنان ..

اول من سكنها وطورها جماعات اتت من الموصل فبنوا به الخانات والمطاعم والفنادق وأصبحت وجهة سياحية مهمة وكانت تاتيها الافواج السياحيه من كافة الدول وخاصة الخليجية طلبا للشفاء والاستجمام  وقد اقام السيد الحاج عبد أحمد شهاب المولى احد وجهاء الناحيه  مشروعا للماء الصالح للشرب. ومن معالم المدينة ايضا تل السبت  وهي تلة تقع على نهر دجلة يقال بان اليهود فيما مضى من التاريخ كانوا يقيمون شعائرهم هناك وتحول في العصور اللاحقة الى مقبرة يدفن فيها سكان المنطقة موتاهم ..

وبالنظر لطبيعة المنطقة الزراعيه فقد انشأت فيها كليه الزراعة والغابات تابعة لجامعة الموصل  وساهمت بانشأئها مؤسسة كولبنكيان  وفق طراز معماري حديث تضم ملاعبا لكرة القدم والساحة والميدان و مسرحا حديثا وهو من اوائل المسارح الدوارة في العراق وكذلك يضم الحدائق والاقسام الداخليه والحقول الانتاجيه المترامية الاطراف  واتشرف انا والكثير من اصدقائي واخوتي  باننا من خريجي هذا الصرح العلمي الكبير..