الاثنين، 16 أكتوبر 2023

جامع الاصفية...قصة المنارة ذات الحوضين

ثلاث صور لجامع الاصفية  واحدة بمنارتين .. والاخرى  بمنارتين مدمرتين  والثالثة  وهي ما عليه الان حاليا .. بمنارة واحدة ..
هو من  جوامع بغداد القديمة، بني على انقاض تكية للمتصوفة المولوية قد اتخذوه  يطلق عليها  المولخانة وقد اثبتت الحفريات التي اجريت في هذا المكان اتصال اسس هذا الجامع بأسس المستنصرية مما يدل على انه كان ملحقا للمدرسة المستنصرية ..
وبمرور الزمان آلت تكية المولوية الى الخراب..فجدد عمارته بشكل شامل والي بغداد داود باشا الذي تولى بغداد 1816 وسماه جامع الاصفية، اذ كان يلقب باصف الزمان .. وعين  له واعظا ومجموعة من المؤذنين والخدم ..
في الجامع مصلى كبير    تعتليه قبتان وعلى جانبيهما مأذنتان  واحدة على يمين المصلى والاخرى على يساره ..وفي  عام1913  وفي حادث غريب هبت ريح عاصفة شديدة على بغداد وقت العصر فاطارت القسم الاعلى من المنارتين الى حد الحوض ورمت بهما الى الارض، وقد ارخ الشاعر  خيري الهنداوي ذلك فقال :
ومن العجائب  والعجائب جمة.... 
لامر عرى ومن الامور النادر
واذا رايت البرق سل حســامه .....
ارخ وقل راس المنارة طائر
وفي سنة1922 و بعد فتح الطريق من ساحة الرصافي الحالية الى الجسر بوشر  باعادة اعمار الجامع حيث  تم تغيير مكان  باب المسجد  واغلاق الباب التي  كانت تربطه بالمدرسة المستنصرية ... وتم تهديم المنارتين بالكامل  والاستغناء عن المنارة اليسرى  ...والاكتفاء ببناء منارة واحدة ذات حوضين.. وكما فهمت فانها المئذنة الوحيدة في بغداد لها حوضان... دلالة على انه كان هناك مئذنتان
يوجد داخل وفي هذا الجامع قبر يقع عن شمال الداخل في الرواق ..وهناك جدل حول صاحبه الضريح مابين  العالم الزاهد الحارث المحاسبي ومابين العالم  محمد بن يعقوب الكليني فيما  يفهم من كلام المؤرخين إنه قبر الخليفة المستنصر بالله العباسي الذي بنى المدرسة المستنصرية...ويرى العلامة مصطفى جواد ويتفق معه عماد عبد السلام رؤوف وآخرون انه قبر لللأحد شيوخ الطريقة المولوية المتأخرين.. والله اعلم
صور نادرة  لمراحل مأذنة جامع الاصفية  منها صورة نادرة جدا تعود لعام  1918 بعدسة تشارلس سيلوود  احد الجنود الاستراليين للمنارتيين المهدمة   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...