جزيرة هنجام.. المنفى

 تُعد جزيرة هنجام أو هنيام كما تنطق بالفارسية من مجموعة الجرز المتحكمة بمضيق هرمز الهام، حيث تقع على بُعد 2كم² من السواحل الجنوبية لجزيرة قشم أكبر جزر الخليج العربي، والتي تقع عند مدخله من مضيق هرمز، طولها خمسة أميال وعرضها ثلاثة اميال معظمها صخور سوداء قاحلة وتتكون من ثلاث قرى صغيرة يسكنها عددٌ محدود من السكان لا يتعدى ألف نسمة تقريبًا، والذين يعتمدون بشكلٍ رئيسي على الصيد، والعمل بالأنشطة السياحية المتوافرة بالجزيرة .. بالإضافة إلى عمل عدد من سكان هنجام بمناجم الرصاص والملح التي تُعتبر ثاني مصادر الدخل القومي للجزيرة بعد السياحة.

بالرغم من كون هنجام جزيرة صغيرة المساحة إلا أنّها من مناطق الجذب السياحي المتميزة في الخليج العربي؛ حيث يحيط بساحلها  الممتد على طول 50كم مختلف أنواع الشعاب المرجانية والمنحدرات الرملية ومختلف و التي تقام عليها أنشطة الاسترخاء المختلفة، ورياضات الغوص وصيد الأسماك.وتتميز بالشاطئ الفضي، برماله الغنية بالكثير من المعادن المختلفة، والتي تُعطي إنعكاساً فضي اللون عند سقوط أشعة الشمس عليه مما يجذب السياح إليه للاستمتاع بهذا المنظر الطبيعي الجميل والتقاط الصور على هذه الرمال الفريدة. ومن أبرز معالم الجزيرة الميناء الإنجليزي وحطام السفن البرتغالية الغارقة، كما يمكن مشاهدة بعض الحيوانات مثل السلاحف والدولفين وأسماك القرش والمرجان.حيث تُعد المياه قرب جزيرة هنجام بيئة مثالية لهذه الكائنات البحرية التي يتمتع السياح بمشاهدتها اضافة الى غابات النخيل الساحلية..

الجزيرة تُعتبر من الجزر الاستوائية من حيث المناخ، لذا يُفضل زياراتها خلال فصلي الخريف والشتاء  وبداية فصل الربيع.؛ لاعتدال المناخ خلال هذه الفترة ويتم الوصول الى الجزيرة عبر  جزيرة قشم  ومنها  إلى الجزيرة بالقوارب  وعادة لا يستغرق الانتقال من ميناء جزيرة قشم إلى ساحل هنجام سوى 10 دقائق فقط.

شهدت الجزيرة نزاعاً كبيراً على تابعيتها بين الدول العربية من جهة، و إيران من جهة أخرى وذلك  لما تتمتع به الجزيرة من موقع ستراتيجي يوفر لها  سيطرة على مضيق هرمز... أهم نقاط القوة بالخليج العربي حيث كانت تابعة لسلطنة عمان لمدة 200 سنة وبعد  انتقال قبائل آل بوفلاسة إليها في عام 1826 واتصالهم الوثيق بحاكم دبي، انتقلت السيطرة على أراضي الجزيرة لدبي إلا أنّها دوليًا أصبحت إحدى الجزر التابعة لسلطة ايران  منذ مايس عام 1928،  حيث أحكمت إيران قبضتها على الجزيرة بفضل حملةٍ عسكريةٍ ناجحة أدت إلى احتلال الجزيرة وهروب أخر حكامها من العرب الشيخ أحمد بن عبيد بن جمعة الفلاسي إلى عُمان ... ومازال  عدد كبير من عرب بوفلاسه وبني ياس  يعيشيون في الجزيرة حتى وقتنا الحالي ومهنتهم صيد اللؤلؤ، ،

اتخذتها بريطانيا قاعدة لقواتها البحرية ونصب فيها محطة  للتلغراف البريطاني في سنة 1868،ومحطة للتزويد بالفحم. وقد أتخذها البريطانيون قاعدة لقواتهم العسكرية  في الحرب العالمية الأولى، وقد ارتبطت هذه الجزيرة بتاريخ  المقاومة العراقية حيث اتخذتها تلك السلطات منفى للعراقيين ممن عارضوا سياستها. و ذلك عام 1928 عندما تم نفي قادة الحزب الوطني العراقي إلى هنجام بعد أغلاق  الحزب لاهانتهم المندوب السامي البريطاني في العراقي وكان من ضمن القادة القاضي عبد العزيز الماجد ومحمود الشيخ علي.. واخرين  ذكرهم الدكتور محمد حسين الزبيدي في كتابه (السياسيون العراقيون المنفيون الى جزيرة هنجام) .