الاثنين، 2 أغسطس 2021

بول ديشانيل ...الرئيس المجنون الذي حكم فرنسا

 واحد من الرؤساء الأكثر شهرة في الجمهورية الفرنسية  الثالثة. حكم فرنسا عام 1920 لمدة 261 يوما قبل أن يضطر للاستقالة بعد اكتشاف مرضه .ولد ديشانيل بتاريخ 13 شباط 1855 بالقرب من بروكسل في بلجيكا، واصبح  نائباً في البرلمان عن منطقة "أور أي لوار" للفترة من  1885 إلى 1920، وخلال هذه الفترة شغل منصب رئيس البرلمان مرتين : الأول من 1898 إلى 1902، والثانية من 1912 إلى 1920. حيث انتخب رئيساً للجمهورية الفرنسية في 9 كانون الثاني 1920..
بدأت حالة الرئيس الغريبة تظهر منذ تنصيبه رئيسا للبلاد من خلال تصرفاته الغريبة و"غير اللائقة".. ففي مدينة نيس أعاد خطابه مرة أخرى. عندما رأى بأن الجمهور سعيد به ، وفي الـ10 من أيلول 1920، في الساعة 5 صباحا، وجده البستاني في منتصف حوض بمقر الإقامة الرسمية للجمهورية يحاول صيد سمك الشبوط بيده، وفي يوم آخر في نفس المكان، ترك نائبين حضرا لزيارته وراح يتسلق إحدى الأشجار. كما وقّع في يوم من أيام حكمه خطابا رسميا باسم نابوليون ...واستقبل احد السفراء  وهو عاريا مرتديا فقط وشاح وسام الشرف.
 وأخيرا القصة الشهيرة .. والتي أجبرت الرئيس على الاستقالة من منصبه. ففي ليلة الـ 23 أيار 1920 استقل قطارا للوصول إلى مدينة مونتبريسون لتدشين  نصب تذكاري للحرب العالمية الأولى  وخصصت له مقصورة خاصة فيما ينام جميع مرافقيه في المقصورات الأخرى فيما كانت عناصر الشرطة تحرس الرواق.
انطلق القطار من محطة ليون  ونام الجميع، ابتلع الرئيس حينها مهدئا للنوم ولكنه لم يتمكن من النوم ففتح نافذة القطار وقفز الى خارج القطار ، ولحسن الحظ كان القطار يسير بسرعة بطيئة 50 كيلومترا/ ساعة.. وعندما لمحه احد رجال الشرطة  خلال جولته الروتينية  وهو  بملابس النوم وحافي القدمين يمشي على خط السكة الحديدية ..اقترب منه، وسأله ما الذي يفعله هناك فأجابه الرجل: "يا صديقي..لعلك لن تصدقني، ولكني رئيس الجمهورية".
وفي نفس الوقت  دخل الحارس مقصورة الرئيس ليتفاجأ بأن المقصورة خالية، والنافذة مفتوحة و ظن الجميع ان  رئيس الجمهورية سقط من نافذة القطارفانتشرت حالة من الهلع في القطار وراح الجميع يبحث عن الرئيس، وتم إخطار جميع المؤسسات الحكومية والمسؤولين دون أن يعرف أحد مكان رئيس الجمهورية، بعد ان  تم تجاهل رسالة الشرطي  الذي أبلغ أن رجلا حافي القدمين في سكة الحديد يدعي بأنه رئيس الجمهورية.
هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام حيث أصبح الرئيس موضوع سخرية فتناوله رساموا الكاريكاتور الذين وصفوه بالمجنون كما ألف فنانون سلسلة من الأغاني الساخرة، وكتبت جريدة لوموند عن الحالة المرضية التي يعاني منها رئيس الجمهورية، وأوضح الدكتور لوجري  بأن الحالة التي تعرض إليها الرئيس في القطار تعرف بـ " متلازمة إيلبينور Elpenor " وهي حالة من الارتباك وفقدان الوعي خلال الصحوة غير الكاملة يرافقها مشاكل في الارتباك المكاني يكون فيها المصاب متعبا
ووسط ضغط الجمهور والسياسيين وافق الرئيس على توقيع استقالته يوم 21 أيلول 1920 ورغم ذلك فقد انتخب في العام التالي عضواً في مجلس الشيوخ وبقي فيه حتى وفاته في باريس بتاريخ 28 نيسان 1922..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...