السبت، 7 أغسطس 2021

رحلة ابن فضلان الى مملكة الصقالبة

 الصقالبة مأخوذة من كلمة صقلب، وفي اللغة الصقلبية فهي  سلافينو و تعني اهل تلك البلادالتي تعرف الان ب  سلوفينيا ..
واستمرت هذه التسمية متعارف عليها  حتى القرن السابع الميلادي خاصة  بعد دخول المسلمين في معارك مع الدولة البيزنطية الذين كانوا يعتمدون فيها على الكثير من العبيد الصقالبة حيث اصبحت تدل على معنى العبد
وقد أطلق الجغرافيون العرب مصطلح الصقالبه  على الشعوب السلافية والبلغار والقوقاز والمناطق القريبة من نهر فولكا وهم من الجنس الآري  والذين  الذين امتازت حضارتهم بالمستويات المتدنية مقارنة مع الحضارات المعاصرة لهم وقد  أسسوا في حوض نهر الفولغا دولة بلغار الفولغا والتي تبعد حوادي تسعين كيلومتر عن مدينة قازان الروسيه حالياً وقد دخل البلغار الاسلام في خلافة المأمون والواثق وتوسعوا نحو غرب وجنوب أوروبا حيث تأثروا بالحضارات الاخرى واثرت بهم، وأصبحوا أكثر تحضراً مما سبق
سنة ٩٢١ م وصل الى بغداد عبدالله بن بشتو مبعوثا  من ملك الصقالبه وهو  يحمل رسالة  الى الخليفه المقتدر واخرى الى الوزير العباسي حامد بن عباس تضمنتا الطلب من الخليفة ان يبعث سفيرا الى مملكة الصقالبة  يفقهم بالدين ويعرفهم  بشرائع الاسلام وينصب له منبراً للدعوه كذلك طلبوا المساعدة في  بناء حصن يحمي مملكتهم  من الملوك الاخرين ..
اختار الخليفة المقتدر الدبلوماسي والرحاله البغدادي أحمد بن فضلان ليترأس البعثة وليكون ممثلا للدولة العباسية في مملكة الصقالبة  وهو بذلك أول دبلوماسي ورحاله بغدادي يقوم برحلة وسفارة من بغداد الى دوله خارج اراضي الدولة العباسيه حيث غادر بغداد عام٩٢١ م في رحلة  الى اعالي نهر الفولغا استغرقت إحدى عشر شهراً حيث صعد شرقاً ماراً بأقليم الجبال فمدينة همدان فالري بالقرب من مدينة طهران والى نيسابور ثم الى بخارى وبعدها اعتمد على سفينه في انتقاله الى خوارزم ثم مدينة الجرجانيه وهكذا الى قرب كازخستان الحاليه واستمرت حتى وصلت وجهتها وهي مملكة الصقالبة
وحال وصول البعثه الى قوم البلغار ومملكة الصقالبه  أقامت أربعة أيام في قباب ضربت لهم .. وقدم بن فضلان هدايا الخليفه الى الملك وزوجته  ..  وتسمى الملك بأسم اسلامي هو جعفر وهو نفس اسم الخليفه المقتدر وقد ألح بن فضلان لادخال الاقامه المفرده والفقه وفق المذهب الشافعي  الذي كان سائدا في بغداد انذاك  فيما ابدى الملك تمسكاً بالشعائر الموجوده في آسيا الوسطى وهي اقرب للمذهب الحنفي من مذهب اهل بغداد في تلك الفتره ... .
 يعتبر ما تركه بن فضلان من وصف للرحلة من روائع ادب الرحلات ...حيث كانت من المصادر التي يعتد بها في وصف تلك النواحي من البلاد الروسيه في عهودها القديمه حيث  حرص على انتصوير  عادات أهلها وأخلاقهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعيه ..
ومما نقله إنهم كانوا يتبركون بعواء الكلب ويعدونه بشيراً بسنة خصب وبركه وسلامه وانهم لا يقتلون الافاعي كونها لا توءذيهم وكل من زرع شيئاً يأخذه لنفسه ليس للملك حق فيه غير انهم يوءدون للملك من كل بيت جلد ثور وكان الرجال والنساء ينزلون النهر فيغتسلون جميعهم عراة لا يستتر بعضهم من بعض وكان مركز المرأه بينهم عالياً وكانت الملكه تجلس الى جانب الملك في المناسبات الرسميه وان بلادهم تمتاز بطول الليل شتاءً وطول النهار صيفاً وأفرد ابن فضلان فصلاً خاصاً في رسالته للروس الذين يمرون ببلاد البلغار المسلمه التي وصلها في تجارتهم ويصف بن فضلان ملبسهم وحليهم وبعض عاداتهم وصفاتهم فيقول اذا مرض الواحد منهم ضربوا له خيمة نائيه عنهم وجعلوا معه الخبز والماء فأن بريء رجع اليهم وان مات أحرقوه واذا أصابوا لصاً جاءوا به الى شجره غليظه وشدوا في عنقه حبلاً وهم مستهترون  بالنبيذ يشربونه ليلاً نهاراً وربما مات الواحد والقدح بيده. ..
  عادت البعثة الدبلوماسية  الى بغداد بعد أشهر  في مملكة الصقالبه والبلغار  ولكن لم يتحقق شيء اهداف الرحلة حيث لم  يعتنق الاسلام اقواماً اخرى والسبب المهم الاخر هو عدم  ارسال بغداد الاموال لبناء الحصن الى ملك الصقالبة لذا ابقى الملك  على صلاته الوثيقه مع اسيا الوسطى ولم تنشأ علاقات مع بغداد. وربما كانت هذه احد اسباب فشل البعثة
...
عن عدة مصادر بتصرف 

الاثنين، 2 أغسطس 2021

بول ديشانيل ...الرئيس المجنون الذي حكم فرنسا

 واحد من الرؤساء الأكثر شهرة في الجمهورية الفرنسية  الثالثة. حكم فرنسا عام 1920 لمدة 261 يوما قبل أن يضطر للاستقالة بعد اكتشاف مرضه .ولد ديشانيل بتاريخ 13 شباط 1855 بالقرب من بروكسل في بلجيكا، واصبح  نائباً في البرلمان عن منطقة "أور أي لوار" للفترة من  1885 إلى 1920، وخلال هذه الفترة شغل منصب رئيس البرلمان مرتين : الأول من 1898 إلى 1902، والثانية من 1912 إلى 1920. حيث انتخب رئيساً للجمهورية الفرنسية في 9 كانون الثاني 1920..
بدأت حالة الرئيس الغريبة تظهر منذ تنصيبه رئيسا للبلاد من خلال تصرفاته الغريبة و"غير اللائقة".. ففي مدينة نيس أعاد خطابه مرة أخرى. عندما رأى بأن الجمهور سعيد به ، وفي الـ10 من أيلول 1920، في الساعة 5 صباحا، وجده البستاني في منتصف حوض بمقر الإقامة الرسمية للجمهورية يحاول صيد سمك الشبوط بيده، وفي يوم آخر في نفس المكان، ترك نائبين حضرا لزيارته وراح يتسلق إحدى الأشجار. كما وقّع في يوم من أيام حكمه خطابا رسميا باسم نابوليون ...واستقبل احد السفراء  وهو عاريا مرتديا فقط وشاح وسام الشرف.
 وأخيرا القصة الشهيرة .. والتي أجبرت الرئيس على الاستقالة من منصبه. ففي ليلة الـ 23 أيار 1920 استقل قطارا للوصول إلى مدينة مونتبريسون لتدشين  نصب تذكاري للحرب العالمية الأولى  وخصصت له مقصورة خاصة فيما ينام جميع مرافقيه في المقصورات الأخرى فيما كانت عناصر الشرطة تحرس الرواق.
انطلق القطار من محطة ليون  ونام الجميع، ابتلع الرئيس حينها مهدئا للنوم ولكنه لم يتمكن من النوم ففتح نافذة القطار وقفز الى خارج القطار ، ولحسن الحظ كان القطار يسير بسرعة بطيئة 50 كيلومترا/ ساعة.. وعندما لمحه احد رجال الشرطة  خلال جولته الروتينية  وهو  بملابس النوم وحافي القدمين يمشي على خط السكة الحديدية ..اقترب منه، وسأله ما الذي يفعله هناك فأجابه الرجل: "يا صديقي..لعلك لن تصدقني، ولكني رئيس الجمهورية".
وفي نفس الوقت  دخل الحارس مقصورة الرئيس ليتفاجأ بأن المقصورة خالية، والنافذة مفتوحة و ظن الجميع ان  رئيس الجمهورية سقط من نافذة القطارفانتشرت حالة من الهلع في القطار وراح الجميع يبحث عن الرئيس، وتم إخطار جميع المؤسسات الحكومية والمسؤولين دون أن يعرف أحد مكان رئيس الجمهورية، بعد ان  تم تجاهل رسالة الشرطي  الذي أبلغ أن رجلا حافي القدمين في سكة الحديد يدعي بأنه رئيس الجمهورية.
هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام حيث أصبح الرئيس موضوع سخرية فتناوله رساموا الكاريكاتور الذين وصفوه بالمجنون كما ألف فنانون سلسلة من الأغاني الساخرة، وكتبت جريدة لوموند عن الحالة المرضية التي يعاني منها رئيس الجمهورية، وأوضح الدكتور لوجري  بأن الحالة التي تعرض إليها الرئيس في القطار تعرف بـ " متلازمة إيلبينور Elpenor " وهي حالة من الارتباك وفقدان الوعي خلال الصحوة غير الكاملة يرافقها مشاكل في الارتباك المكاني يكون فيها المصاب متعبا
ووسط ضغط الجمهور والسياسيين وافق الرئيس على توقيع استقالته يوم 21 أيلول 1920 ورغم ذلك فقد انتخب في العام التالي عضواً في مجلس الشيوخ وبقي فيه حتى وفاته في باريس بتاريخ 28 نيسان 1922..

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...