سلحفاة الملك فاروق

اشهر سلحفاة في التاريخ هي  ما تسمى  خطأ  ب سلحفاة الملك فاروق وهي من نوع الفيل او قدم الفيل وتعتبر  أقدم حيوان على سطح الأرض بعد السلحفاة "أداوينا"  الموجودة  بحديقة حيوان كلكتا بالهند. ...

هذه السلحفاة  هي أضخم كائن حي في فصيلة السلحفيات وتحتل المرتبة العاشرة بين أثقل الزواحف الحية، حيث يفوق وزنها 400 كيلو غرام ويتعدى طولها  1.8 متر  و يرجع أصل السلحفاة الى جزر بركانية تقع على بعد 1 كم غرب سواحل  الإكوادور في أمريكا الجنوبية حيث عثر عليها المستكشفون الإسبان في القرن السادس عشر  اول مرة .وتُعد أطول الفقاريات عمرًا على وجه الأرض حيث تعيش في البرية لمدة تزيد عن مائة وسبعين عاما ..

في العام 1891 افتتحت حديقة حيوانات الجيزة  في مصر من قبل الخديوي محمد توفيق و كانت تعتبر أكبر حديقة للحيوانات في مصر والشرق الأوسط حيث  تبلغ مساحتها  نحو 80 فداناً، ، وبدأت بعرض أزهار ونباتات غير موجودة في الطبيعة المصرية. اضافة الى  قرابة 6 آلاف حيوان من  175 نوعاً، بينها أنواع نادرة من التماسيح والأبقار الوحشية. كما تضم  متحفا تم بناؤه في العام 1906 يحوي مجموعات نادرة من الحيوانات والطيور والزواحف المحنطة

عام   1902  قام الخواجة باتى بيرن اشهر تجار الحيوانات باهداء هذه السلحفاة  التي قيل  ان  الفرنسين  جلبوها معهم ايام الحملة الفرنسية على مصر وقيل  انها  كانت موجودة قبل الحملة الفرنسية .. حيث قدمها الى حديقة الحيوانات المصرية مقابل 30 جنيها  ... وقد اثبتت هذه السلحفاة  قدرتها العظيمة على البقاء حيث عاصرت  كل العصور وصولا الى عصر الملك فاروق  وعبد الناصر والسادات ومبارك وهزمت العمر المقدر لجنسها بما يزيد عن المائة عام حيث  نفقت  عن عمر يناهز 288 عاما ..

ورغم ان وسائل التواصل تقول ان السلحفاة هي للملك فاروق وانها نفقت عام 2015 او 2013 الا ان كبير أطباء بيت الزواحف بحدائق حيوان الجيزة  يؤكد ان تلك السلحفاة لم تكن ملكا الى الملك فاروق على الاطلاق وانها  مسجلة في سجلات الحديقة باسم الخواجة باتي بيرن  وان هذه السلحفاة  نفقت فى 27 من مايو 1990 نتيجة العجز الذي يصيب الحيوانات كبيرة السن بامراض الشيخوخة .

ويبدو ان سبب تسميتها بسلحفاة الملك فاروق هو انتشار صور  تظهر الاميرة فريال بنت  الملك فاروق على ظهر السلحفاة المذكورة في أربعينيات القرن الماضي  .. والتي ارفق احدها مع المنشور

جزيرتي اليوم والامس

3.8 كيلو متر  فقط هي  المسافة التي تفصل بين روسيا  والولايات المتحدة الامريكية ويمكن رؤية طرفي البلدين بالعين المجردة رغم انهما يمثلان  اقصى الغرب والشرق  على الخارطة .. وفي المواقف الدولية والسياسية .... وبالنظر لكروية الارض فهاتان الدولتان تلتقي حدودهما في القطب الشمالي حيث رأس الأرض ..وتحديداً بين جزيرتي ديوميد الكبرى التابعة لروسيا الاتحادية وبين جزيرة ديوميد الصغرى التابعة للولايات المتحدة في مضيق  بحر بيرينغ..
الجزيرتان مسطحتان  شديدة الانحدار يصعب الوصول اليها  وفي الشتاء تتحرك القطع الجليدية  لتكون جسرا من الجليد  يربط بين الجزيرتين  ولكن القوانين الدولية تمنع عبور مضيق بيرينغ ...

جزيرة ديوميد الكبرى التابعة الى روسيا الاتحادية كانت الى قبل 300 سنة ماهولة بسكان الاسكيمو والذين تم اجلائهم  ايام الحرب العالمية الاولى  لحمايتهم من الحروب  وتحولت الجزيرة الى قاعدة لحرس الحدود الروس تنتشر فيها الدوريات للتأكد من عدم عبور احد  من جزيرة  ديوميد الصغرى .

جزيرة ديوميد الصغرى التابعة لولاية الاسكا في الولايات المتحدة الامريكية تضم عدد قليل من السكان يقدر بالمئات  وفيها مكتب بريد ومدرسة  وكنيسة  ومتجر .. ولكن لاتوجد مطاعم ولا اي وسيلة اتصال  كالهواتف النقالة او الانترنت  ووسيلة الاتصال الوحيدة هي الهواتف عبر الاقمار الصناعية  ويتم ايصال الامدادات  والبريد الى هذه الجزيرة  اسبوعيا باستخدام الطائرات الهليكوبتر والتي تهبط في الجانب الغربي من هذه الجزيرة ..

وعلى الرغم من أن المسافة التي تفرق بين هاتين الجزيرتين لا تتجاوز 3,8كم، ورغم وقوعهما في منطقة واحدة إلا أنهما مختلفتان .. إذ يفصل بينهما خط التوقيت الدولي الذي يمر على الحدود الدولية بين روسيا والولايات المتحدة.  والفارق الزمني بين الجزيرتين  هو يوم كامل حيث تسبق جزيرة ديوميد الكبرى التابعة لروسيا جارتها الامريكية  بـ 21 ساعة بسبب خط التوقيت الدولي الذي يمر بينهما..والذي يفصل اليوم عن الأمس، فعندما يكون الوقت عصر اليوم  في الجزيرة الروسية يكون أيضاً الوقت عصراً في الجزيرة الأمريكية، لكن عصر الأمس.. حيث يكون  اليوم والتاريخ مختلف  في كلا الجزيرتين .. لذلك يطلق على هاتين الجزيرتين جزيرتي اليوم  والأمس...

 

يوسف افندي الارماني

اليوسف أفندي في مصر والسعودية أو المندلينا أو المندرين أو مانطلق عليه اللالنكي فاكهة من الحمضيات تشبه البرتقال، أصل اسم المندرين من لغة أهل الملايو الذين سموه (منتاري) أي الوزير. وأطلق الاسم هذا الاسم فيما بعد على مقاطعة مندرين في الصين . كما اطلق السم على كبار الموظفين الصينيين لأنهم كانوا يلبسون قبعات عليها زر كبير يشبه المندرين. وكانت ملابسهم أيضاً بلون المندرين. اما من ادخله الى البلاد العربية فهو تاجر ارمني اسمه يوسف افندي .. جلب شجيرات المندارين إلى مصر عام 1830 وإليه نسب اسمها الشائع (اليوسفي أو يوسف أفندي). كان محمد علي باشا مهتما بالتجارب الزراعية... وقام باستيراد أشجار العنب والتوت والليمون والتين من الأستانة (اسطنبول حالياً) كما خصص 100 فدان بجوار حديقة شبرا لزراعة هذه المزروعات الأوروبية. وقام بفتح دورات تدريبية ل 30 شخصاً لتعليمهم زراعة تلك الأصناف وكان التدريس يتم على يد على يد ثلاثة خبراء عادوا من بعثات علمية في فرنسا وإيطاليا. كان أحدهم, يوسف أفندي العائد من بعثة الى فرنسا .. عندعودته من فرنسا حصلت ريح شديدة، دفعته للإقامة لثلاثة أسابيع في جزيرة مالطا وتصادف في تلك المدة أن رست سفن من الصين واليابان حاملة أشجاراً مثمرة..منها ثمرة اليوسفي او اللالنكي ..فاشترى ثمانية براميل فيها شجر مثمر من "اليوسفي" وعندما وصل الإسكندرية وجاء وقت مقابلة محمد علي باشا, التمس يوسف افندي أن يحمل معه بعضاً من هذه الفاكهة،وعندما تناولها محمد علي باشا أعجبته وسأل عن اسم الفاكهة، فسكت لانه لم يعرف لها اسما فتبسم محمد علي، وقال: ما اسمك؟ قال يوسف. فأمر محمد علي بتسميتها "يوسف أفندي" لتعرف كذلك بالـ"يوسفي" وأمر بزراعة هذه الفاكهة الجديدة في حديقة قصر شبرا وكلف يوسف افندي بمهمة ادارة مزارع القصر فعرفت منذ ذلك الحين باليوسف أفندي. اليوسفي من الحمضيات واشار البحوث إلى أن تناول اليوسفي يفيد في الحد من أخطار سرطان الكبد والأمراض الأخرى المتعلقة به. لأنه غني بمركبات فيتامين آي A والمسماة كاروتينويدات والتي تعطي اليوسفي لونه البرتقالي.كما يخفض خطر الإصابة بتصلب الشرايين ..هذا بالاضافة الى طعمه اللذيذ والمميز

الحنفية

مع نهاية القرن التاسع عشر، تم مد  المياه وتركيب الصنابير في منازل القاهرة. ما أدى إلى استغناء كثير من المصريين عن السقايين الذين كانوا يجلبون المياه إلى البيوت مقابل أجر. فما كان من هؤلاء السقايين إلا التوجّه إلى أئمة المذاهب السنية الأربعة، لاستصدار فتوى بأن مياه الصنابير، لا تصلح للوضوء ولا للطهارة، فدار في أروقة الأزهر الشريف  جدل فقهي فأفتى  أئمة الحنابلة والمالكية بأن مياه الصنابير بدعة صريحة ولا تصلح للوضوء أو الطهارة. فيما رأى أئمة الشافعية أنهم لم يتوصلوا الى رائ شرعي وان  الأمر يحتاج  إلى بحث طويل  .. اما  علماء الأحناف، فلم يحتاجوا إلى كل هذا الوقت، فقد افتوا بإباحة مياه الصنبور ورأوا جواز الوضوء من هذه الصنابير لأنها ترفع المشقة عن المسلمين.

عندما بنى محمد على الكبير  " مسجد محمد على بالقلعة " وزوده بالمواسير و الصنابير للوضوء بدلا من طريقة الوضوء السائدة فى ذلك الوقت، والتى كانت عبارة عن الطاسات والأكواز . عارضه علماء مذاهب "الحنابلة والشافعية والمالكية"، كون هذه الأشياء بدعة فى نظرهم ، لان السلف الصالح  لم يستعملوا هذه الطريقة  في الوضوء مستندين بالحديث الشريف: "وكل بدعه ضلالة وكل ضلالة فى النار" .. وكان الحنفية  وحدهم يستخدمون صنابيرالجامع  في الوضوء  ومن هنا جاءت تسمية المصريين للصنبور بالحنفية. نسبة إلى المذهب الحنفى، وأصبحت كلمة "الحنفية" تدل على الصنبور فيما ظل  ائمة الحنابلة والشافعية والمالكية  يستخدمون الكوز والطاس  في الوضوء  بانتظار الوصول الى رأي فقهي يجيز الوضوء من الحنفيات وظلوا يتحروا أمرها كثيرا حتى تم وبعد تفكير طويل  تحليل الوضوء من الصنابير ( الحنفيات ) فى نهاية الأمر ....