الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

الدخانية


اول اختراع اوربي جاء الى العراق خلال القرن التاسع عشر كان الباخرة...بدأت الفكرة عام ١٨٥٥ عندما دعا والي بغداد  رشيد باشا الكوزلكلي جماعة من التجار وعرض عليهم تاليف شركه للملاحة النهريه يكون نصف راس مالها من الحكومه والنصف الاخر يشترك فيه التجار.. وتم الاتفاق مع معامل  شركة اتنويرب في بلجيكا لصنع باخرتين.. وبالفعل فقد وصلت الباخرتان الى العراق  عام ١٨٥٨  بعد وفاة  رشيد باشا ... وتم تركيبها من قبل شخص  اسمه  مسعود بك البلجيكي .. ولقب بالبلجيكي  لانه سافر الى بلجيكا وتدرب فيها مدة طويلة

اصبحت هذه البواخر  موضع دهشه العراقيين  خاصة الساكنين على ضفاف الانهار من العشائر واهل المدن وقد اطلقوا عليها اسم (( الدخانية او مركب الدخان ))لما كانوا يشاهدون فيها من فوهات ينبعث منها الدخان .. ومنذ عام ١٨٦٢ اصبح سير البواخر بين بغداد والبصرة منتظما في  مواعيد محددة ، وكانت اجرة الراكب بين هاتين المدينتين ليرة ونصف وتم  لاحقا مد  خط فرعي بين بغداد وسامراء تجري فيه باخرة كل اسبوع .

تنافست علىنقل الركاب بين البصرة وبغداد شركتان : الاولى  بيت لنج   البريطانية ..والاخرى عثمانية تشرف عليها الحكومه . وكانت شركة لنج ناجحة ومربحة،اما الشركة العثمانية فكانت فاشلة وخاسرة على الرغم من دعم الحكومه لها بسبب  الادارة السيئة لها .

اهم المشاكل التي كان تواجه  النقل النهري في العراق هي مشكلة انخفاض مستوى المياه في النهر  اثناء الصيهود  ... والمشكلة هي  اطلاق الرصاص على البواخر من قبل العشائر القاطنة على ضفاف النهر والذين يعتبرون  سير البواخر بالقرب منهم تحديا لهم حيث  اعتادوا على فرض  الاتاوه على القوافل المارة في منطقة نفوذهم .. وقد تطور الامر عندما هاجم اربعين  رجلا  في العمارة  باخرة تعود لبيت لنج في  تموز ١٨٨٠  وقتلوا احد البحارة واحد المسافرين مما اضطر الحكومه العثمانيه الى توجيه حملات تاديبية  والقت القبض على المعتدين ....وكانت بواخر بيت لنج تسير مره واحدة في الاسبوع اما البواخر العثمانية فكانت تسير في الشهر مرتين...

بناية المطعم التركي وبقايا الباب الشرقي

المكان الذي تشغله بناية المطعم التركي حاليا كان بالضبط قديما باب البصلية ( الباب الشرقي ) لسور بغداد هدم هذا الباب في الثلاثينات ايام  امين العاصمة ارشد العمري بعد شق الطريق الرابط بين ساحة التحرير الحالية ونهاية شارع الرشيد  واصبح مكان الباب  ساحة مكشوفة وكراجاً للسيارات.. و موقفاً للباصات الداخلة والخارجة لشارع الرشيد كما انشئ لاحقاً مسبح صغيرً في هذا المكان .. وعندما تأسست وكالة الانباء العراقية  ( واع ) اقامت منصة الكترونية عالية فوق حوض السباحة هذا  كانت  تعرض الاخبار الالكترونية وكان  حدثا فريدا  لاول مرة بالشرق الاوسط .. وقد ازيلت هذه المنصة  في السبعينات دون ذكر الاسباب ..
في أواخر السبعينات تم التعاقد مع شركة انسال الهندية لبناء هذا المبنى والذي يتضمن بارك لوقوف السيارات في الطوابق الأولى المتقدمة ومن ثم مكاتب تجارية محلية واجنبية  حيث كان المبنى في مركز العاصمة بغداد التجاري . و كان لزاماً الحفاظ على النقطة الدالة لموقع باب بغداد الشرقي حيث بنيت هذه المرة على شكل بركة مائية دائرية  وكما مؤشر مكانها  في احد الصور المرفقة ..
تم افتتاح المبنى عام  1983و منح الطابق الاخير الى شركة تركية والتي افتتحت فيه المطعم التركي وهو مطعم تركي حقيقي كان يقدم كافة الأكلات التركية الشهيرة وهو ثاني مطعم عالمي يفتتح في بغداد  بعد المطعم الهندي والذي كان مكانه في شارع السعدون في الزقاق القريب من  محطة تعبئة وقود شارع السعدون. في مبنى مشابه لهذا أيضا لكن مع مساحة اكبر لوقوف السيارات
استمر العمل في هذه البناية الى حرب الخليج 1991 حيث غادرت  كافة الشركات  المبنى كما توقف المطعم التركي  عن العمل ..  واتخذ بعدها لفترة مقرا لوزارة الشباب 
عام 2003 وعند عبور الدبابات الأميركية  جسر الجمهورية باتجاه ساحة التحرير قصف المبنى بقذائف مشعة  واستشهد كل من فيه ..وبقي  المبنى مهجورا  الى الان ...رغم محاولات اعماره

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...