الاثنين، 28 مايو 2018

قصر كاظم باشا

قصر  رائع شهد الكثير من الاحداث السياسية  وكان المطبخ الرئيس لاتخاذ القرارات المهمة في حياة الشعب العراقي ...  القصر يقع في منطقة الكريمات  ببغداد وذاعت شهرته  بعد ان اصبح مقرا للسفارة البريطانية ..
سمي بقصر كاظم باشا نسبة الى مالكه الاصلي كاظم باشا الداماد.. والداماد كلمة  تركية بمعنى الصهر... حيث كان كاظم باشا صهرا للسلطان عبد الحميد الثاني.. وحدث بينهم سوء فهم ادى الى غضب السلطان فقام بنفيه الى بغداد ، فاشترى قطعة الارض هذه وبنى عليها هذا القصر الجميل  واقام فيه لغاية عام 1908 حيث حدث الانقلاب الدستوري... فعاد الى اسطنبول وعاش هناك حتى وفاته ... اشترى هذا القصر فيما بعد المهندس الفرنسي فيوله لحساب احد التجار الفرنسيين بكفالة محمود جلبي الشابندر .. وهذا المهندس  الفونسي كان قد تم استدعاءه من قبل الحكومة التركية لتطوير مدينة بغداد ، وله اهتمامات اثارية وتاريخية معروفة .
بعد اندلاع  الحرب العالمية الاولى سنة 1914 اصبح القصر مستشفى عسكري ..ومقرا للضباط الالمان العاملين في الجيش العثماني  واستمر كذلك حتى دخول القوات البريطانية الى بغداد في اذار 1917 ، ليصبح تابعا لقيادة الجيش البريطاني حيث قامت الحكومة  البريطانية بشراءه  بخمسين الف باوند انكليزي واصبح عند اعلان الانتداب البريطاني على العراق مقرا للمندوب السامي البريطاني  وذلك عام 1920 وبعد اعلان استقلال العراق سنة 1932 اصبح مقرا للسفارة البريطانية . وكان المندوب السامي ومن بعده السفير البريطاني ذا نفوذ كبير في البلاد ، وكان عامة  الناس  يتحاشون ذكرهم بالاسماء الصريحة  .. وكان يطلقون عليه ابو ناجي ... او مختار الكريمات..
 يطل القصر" السفاره" على نهر دجلة  وتحيط به  حدائق غناء تسمى مود بيسان  وتمتد باتجاه منطقة الصالحية اضافة الى شوارع صغيرة  بحيث تبدو المنطقة وكانها احد مناطق الريف الانكليزي كما كان يقف امام القصر مركب جميل يحمل العلم البريطاني وكان القصر يوحي بالعظمة والجمال والهيبة حيث كان امامه ساحة يتوسطها حديقة صغيرة  ومدفعان من المدافع التي استخدمت في الحرب العالمية الاولى  .. كما تم نصب تمثال للجنرال مود قربيا من مدخل السفارة .. وهذا التمثال اسقط في صبيحة 14 تموز 1958
شهدت السفارة  العديد من الاحداث حيث لجأ اليها في حركة رشيد عالي الكيلاني في  مايس 1941 عدد كبير من البريطانيين واحتموا بها  ايام  السفير كورنواليس . كما تم حرق السفارة ونهبها  صبيحة يوم 14 تموز 1914 .. وكان عدد كبير من المثفقين العراقيين  يراجعون السفارة  لتسلم  مجلة هنا لندن الصادرة عن البي بي سي  وخصصت لهم السفارة موظفا بريطاني من اصول لبنانية  في الباب الجانبي المطل على محلة الكريمات وكان يستقبل الناس ببشاشة ، ويتحدث معهم بلغة عربية  وبطلاقة..


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...