عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك وعلى قطعة
أرض تبلغ مساحتها حوالي الألف وخمسمائة متر مربع يقع هذا المقام المنسوب إلى طفلة للإمام
الحسين (عليه السلام) اسمها السيدة خولة
.. بناء على طراز هندسي إسلامي جميل، تعلوه هذا قبّة كبيرة ومنارتان عاليتان جميعها
مكسوّ بزخارف بديعة، اضافة الى وجود شجرة سرو
ضخمة منذ مئات السنين، وهي تزيد المكان جلالاً ورونقاً.ويقصد المشهد زوّار كثر من لبنان
ومن خارجه، محبّة وتعظيماً لجهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته..
رغم
أن المؤرخين لم يذكروا أنه كانت للإمام الحسين (عليه السلام) بنت اسمها خولة
كما اختلفوا أيضاً في عدد بناته ورغم اننا لم نجد له ذكرا في كتب الرحالة فإن الروايات الشعبية المتناقلة تؤكد نسبة هذا المشهد
إلى بنت للإمام الحسين (عليه السلام) تدعى خولة، توفيت في هذا المكان حيث كانت ضمن
ركب السبايا الذي مرّ في بعلبك وهو في طريقه إلى دمشق..
المقام بناه لأول مرة الهمدانيون الموالون
للإمام علي عليه السلام , والذين كانوا ينتشرون في المنطقة , وتم اكتشافه اولا ايام المتصوّفة والذين حافظوا عليه ايام سيطرة الحنابلة
على المدينة .. وهذا ما يؤكّده الأب رزنفال اليسوعي المتخصص في الكتابات الشرقية القديمة
والذي نشر في العام 1900 في مجلة المشرق التابعة للرهبنة اليسوعية , شاهد قبر غير مكتمل
مهشم عند أطرافه اكتشف في المكان الذي يقع فيه مقام السيدة خولة يعود للحقبة التي سيطر
فيها الحنابلة على المدينة .. تم تدمير المرقد من قبل المماليك خلال حملتهم على بلاد
الشام ... وفي سنة 1688 تم اعادة بناء المرقد والذي دمر جزء كبير منه الزلزال الذي
ضرب بعلبك عام 1759م ..واندرس وطواه الاهمال والتناسي ..
في نهايات القرن التاسع عشر ... وفي المكان الذي يوجد فيه المشهد، كان هناك بستان لرجل بعلبكي.. ووفق الرواية التي يتوارثها
ابناء بعلبك أبّا عن جدّ فان طفلة أتته في
المنام وقالت له: أنا خولة بنت الحسين (عليه السلام) مدفونة في بستانك، وعيَّنت له
المكان، وطلبت منه تحويل ساقية المياه عن ضريحها
لان المياه تؤذيها ..، لكن الرجل لم يلتفت للأمر، وعاودته في المنام ثانية وثالثة،
وتوعّدته إن أبطأ في تنفيذ الأمر. عندها اتصل الرجل بنقيب السادة من آل مرتضى في بعلبك،
وقصّ عليه المنام فذهب السيد مع مجموعة من الرجال وحفروا المكان، واستخرجوا جثة ما
تزال غضّة، ونقلوها إلى مكان لا تتسرب إليه المياه وشيدوا قبّة على الضريح الذي تحوّل
بعد ذلك إلى مزار وقد آرخ لذلك الشيخ صادق زغيب بأبيات من الشعر سنة 1891 م وقد جدّد
بناءه قائمقام بعلبك التركي (إسحق رومي) سنة
1897م، كما هو مثبّت على لوحة منقوشة على مدهل المرقد ..
خط سير موكب السبايا وكما تروي كتب السير تؤكد انهاحطت برأس العين، ثم
بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشهيرة.. اضافة الى لوحة الرحالة الانكليزي
روبرت وود الذي زار بعلبك ورسم مشهد بانورامي للقلعة ظهر فيها مقام خولة (ع) وكان ذلك
في العام 1757م ووجود مخطوطة مؤرخة في العام 1785 م تدعو إلى إعادة اعمار المقام .اضافة
الى الوثيقة المهمة وهو شاهد قبر خولة والذي
نشره الأب رزنفال اليسوعي.. وادله اخرى تأخذنا الى جانب وجود شخصية السيدة خولة ..
فيما يسحبنا الى جانب آخر المؤرخين وكتب السير
ومذكرات الرحالة والتي لم تتطرق الى هذه السيدة
.. بل حتى خطباء المنبر الحسيني والمنشدين
لم تاتي السيدة خولة على السنتهم الا ما ندر ..
مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوت يقول انه لم يشتهر للحسين وجود بنت اسمها خولة
.. وليس للموضوع من اساس فقهي وتاريخي .. وانا ايضا اميل الى هذا الرأي ..
30/11/2018
ردحذف