الاثنين، 12 يونيو 2023

تاريخ نقل الركاب في بغداد... الجزء الثاني

 بقيت المصلحة تابعة لوزارة الداخلية حتى عام 1959 حيث تم فك ارتباطها من الداخلية، وتحويلها الى وزارة البلديات. وفي عام  1960 استطاع مهندسو وعمال المصلحة من انتاج باصين اطلق عليهما اسم "بغداد".  ثم استلمت المصلحة 100 باص اخر حتى العام 1962  منها  80 باصا بطابقين. وتطورت خدمات وانشطة  مصلحة نقل الركاب وانشطتها فقد اصبح  للمصلحة ناديا من ارقى النوادي في بغداد يقع بمنطقة باب المعظم، تقدم فيه كافة الخدمات ويتناول فيه منتسبو الامانة وجباتهم باسعار زهيدة جدا، كما ضم نادي المصلحة انشطة مربي الاجيال الراحل عمو زكي صديق الاطفال الذي كان مقره ومركز تدريبه للاطفال في النادي. وتالف فريق  لكرة القدم في المصلحة لعب في الدوري الممتاز اوائل الستينات وكان ينافس على الصدارة مع آليات الشرطة والقوة الجوية والفرقة الثالثة وغيرها...
بعد التقارب مع مصر ايام حكم الرئيس عبدالسلام عارف تم استيراد  (70)  باص مصري من نوع (نصر)، لكنها لم تنجح  واستهلكت بسرعة بسبب زخم العمل وارتفاع درجات الحرارة...
في بداية السبعينات و بعد تاميم النفط ساءت العلاقة مع بريطانيا توجهت الدولة نحو  المعسكر الاشتراكي، حيث تم التعاقد مع شركة ايكاروس الهنغارية على تجهيز مصلحة نقل الركاب بمائة باص ايكاروس اطلق عليه العراقيون الاكورديون حيث دخل الخدمة في عام 1971 ولكن لم يقاوم كثيرا الظروف الجويةالصعبة وخاصة في الصيف، فاستهلكت الباصات كما استهلكت باصات نصر من قبل،
وبعد تحسن وضع الاقتصاد العراقي اواسط السبعينات وارتفاع اسعار البترول بعد حرب اكتوبر 1973عادت مصلحة نقل الركاب للتعاقد مع شركة (برتش لايلند) البريطانية عام 1976 على تزويد المصلحة بمائتي باص ليلاند ذي الطابقين. وللحفاظ عليها فقد صدر قرار بان تكون للجلوس فقط حيث منع الوقوف فيها  نهائيا في بداية الامر ثم الغي هذا القرار لاحقا ..
بعد اللايلاند  تم استيراد باصات (مان) من ألمانيا، وبقيت في الخدمة الى نهاية الثمانينات , حيث دخلت بعدها  أنواع أخرى منها الالبا الأردنية والتاتا الهندية، ومن ثم الفاو الصينية ولم تكن اغلبها  ناجحة ولأسباب فنية كثيرة , ..
في عام 2010 تعاقدت وزارة النقل العراقية مع شركة (ألبا هاوس) على استيراد 260 باص مبرد  ذي الطابقين ودخلت الخدمة وعادت الى شوارع بغداد، وكانت الناس تتأمل أن يتم الحفاظ على هذه الثروة الوطنية والمال العام من عبث العابثين.ولكنها ايضا اختفت  من شوارع بغداد ..
 لمن فاته الجزء الاول من تاريخ النقل في بغداد  متابعة الموضوع من خلال مدونتي على الانترنت شذرات المطر

الخميس، 8 يونيو 2023

تاريخ نقل الركاب في بغداد... الجزء الاول

 
يعود تاريخ النقل العام للركاب في بغداد الى عام 1889 عندما  قرر الوالي العثماني مدحت باشا تأسيس شركة مساهمة تقوم بانشاء سكة ترامواي بين بغداد والكاظمية وبالفعل تم بناء خط حديدي من ساحة الشهداء الحالية تقريبا حتى الكاظمية لتسيير عربة التراموي  ذات الطابقين والتي تجرها الخيول  وكان يتم تبديل العربة والخيول في محطة الاستراحة الوحيدة القريبة من جامع براثا بالعطيفية، واطلق على واسطة النقل هذه ((الكاري))
بداية القرن الماضي اسس  عدد  من اثرياء بغداد وتجارها  شركة  للنقل بالعربات التي تجرها اربع خيول  بين بغداد ومدن  بعقوبة والحلة وكربلاء وسامراء اطلق عليها شركة «عرباين عارف اغا» واطلق عليها البعض  «عرباين الكومبانية» وقد نجحت الشركة نجاحا كبيرا واصبحت المقاعد في العربات تحجز قبل ايام عديدة خاصة  في موسم الزيارات والاعياد...
مع بداية الثلاثينات تطور النقل داخل بغداد  وبين بغداد والمحافظات  باستخدام باصات ذات ابدان من الخشب  وكانت تصنع محليا  ...الى ان قامت الدولة العراقية بتاسيس مصلحة نقل الركاب عام 1938 وتم ربطها اداريا بامانة العاصمة  لذا اطلق عليها  (الامانة) او  (المصلحة )  وعقدت اتفاقية مع احدى الشركات الانكليزية لشراء مائة باص لنقل الركاب ، لكن جمدت الاتفاقية في عام 1942 نتيجة لظروف الحرب العالمية الثانية، وبعد تجميدها تأسست شعبة تتولى مهمة نقل الركاب في العاصمة بشكل مؤقت  وقد اشترت الشعبة هذه بعض مخلفات الجيش البريطاني في العراق من اللوريات وركبت لها ابدان خشبية واستعملتها لنقل الركاب. حيث  قامت عام 1942  بتسيير 21 باصا خشبيا في شارع الرشيد تحمل  رقم "2" وكان هذا الخط منقسما الى ثلاثة مناطق ،تبدأ الاولى من باب المعظم وتنتهي في سينما الحمراء سابقا والتي كان موقفها في ساحة الامين ( الرصافي حاليا ) – وتبدا المنطقة الثانية من سينما الحمراء وتنتهي عند سينما الزوراء في المربعة .. اما الثالثة فتبدأ من سينما الزوراء وتنتهي في الباب الشرقي. وكانت  اسعار النقل  14 فلسا في الدرجة الاولى والتي كانت مقاعدها مغلفة بالجلد و10 فلوس للدرجة الثانية والتي كانت مقاعدها خشبية غير مغلفة..

عام 1946 تم توقيع اول عقد لشراء باصات من نوع "كومر" والتي ساعدت على فتح خطوط جدديدة وفي العام 1947 بلغ عدد الباصات 113 باصا مستعملا و7 باصات جدديدة، و27 باصا عاطلا مما دعا الى تشكيل مديرية مصلحة نقل الركاب مرة ثانية ويرأسها امين العاصمة، وبما ان امين العاصمة لا يستطيع التفرغ لاعمال هذه المصلحة، لذلك فك ارتباطها من امانة العاصمة.. وارتبطت بوزارة الداخلية، على شكل مديرية عامة..
اواخر العام 1951 وصلت صفقة مكونة من (100) باص ذات طابق واحد  نوع الاي سي البريطانية واخذت تعمل في شوارع بغداد. وفي 18 /2/1953 فتحت اول دورة للتدريب على السياقة، وصلت  بعدها صفقة اخرى مكونة من 100 باص اخر ذي طابق واحد.. وفي العام 1954 اضيف باص واحد فقط كان قد عرض في المعرض التجاري البريطاني وتم شراؤه من المعرض..
تعاقدت مصلحة نقل الركاب مع شركة الاي سي البريطانية على شراء باصات ذات طابقين، وصلت الوجبة الاولى مائة باص في 1956 قررت المصلحة اعتبار باصات "كومر" المشتراة في العامين 1946 – 1947 بحكم المنقرضة وتم سحبها من العمل، وفتحت المصلحة مدرسة لتعليم السياقة تخرج منها في السنة نفسها 25 سائقاً. وظلت بغداد تستعمل الباصات من الطابقين وذات الطابق الواحد من النوع البريطاني اي سي....
لنا عودة مع الجزء الثاني من تاريخ نقل الركاب في بغداد

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...