الأحد، 23 أكتوبر 2022

قصة الشيخ المعمم والطبيب النصراني

الشرى  او الطفح الجلدي هو نوع من حساسية الجلد  يسبب بقعًا مثيرة للحكَّة تتفاوت في الحجم ... ويُعالَج الطَّفح عادةً بالأدوية المضادة للهسيتامين ..وعادةً ما يسبب الشرى ألم وانزعاج خاصة اذ كان من النوع المزمن  ولا يعد الشرى خطيراً في هذه الحالة، لكن قد يكون خطيراً في الحالات الحادة التي يتورم   خلالها الحلق ويسبب ضيق تنفس، وتتطلب تلك الحالات الذهاب إلى الطوارئ فوراً
 عام 1951 كان عمنا سماحة الحجة الشيخ  عبد المهدي استاذ النحو والصرف وعلم الحديث  في الحوزة العلمية  قد اصيب  بهذا المرض  وطرق جميع الطرق الممكنة للعلاج منه دون جدوى  حتى نصحه الناصحون بمراجعة الدكتور النصراني هاكوب جوبنيان وهو من اكابر الاطباء المتخصصين بالامراض الجلدية حينها و استاذ الجلدية في الكلية الطبية ببغداد لغاية عام ١٩٥٤ وهو اول من درّس الجانب العملي ( التشريحي) للطب العدلي في كلية طب بغداد. فسافر عمنا الى بغداد ودخل عيادة الدكتور  هاكوب جوبنيان بعمامته النجفية البيضاء  وهو يخاطبه
 
أ (جوبنيان)  جئتك أشتكيها
بثور الجلد تدعى بالشراء
سئمت لها الحياة، فلا صباحي
 صباح يستقر... ولا مسائي
تعزم بي فأقلقني أذاها
وزادتني بلاء في بلائي
فزعت إلى الطبيب بها وأخرى
 لو صاف خبير بالدواء
فلم أترك لواصفة أمامي
دواء لم أجئه ... و لا ورائي
فلما أعيت النطس اختبارا
وكل الماهرون من العياء
أتيت ميمما بغداد فيها
 ل (جوبنيان ) منعقد رجائي
لعل لديه من آيات عيسى
يد ان عالجت ضمنت شفائي
فجئت إليك أسعى من بعيد
ومن بلد قصي الدار.. نائي
 وبالفعل كان شفاء عمنا على يد هذا الطبيب النصراني واحتفظ له عمنا بالجميل وكان دائم الزيارة  له كلما حضر الى بغداد ..
صورة نادرة للدكتور هاكوب جوبانيان استاذ الجلدية في الكلية الطبية ببغداد  واخرى لعمنا سماحة الحجة الشيخ عبد المهدي مطر .. رحمهم الله

الاثنين، 10 أكتوبر 2022

معاهدة القارة القطبية الجنوبية

 وتسمى أيضا معاهدة أنتاركتيكا (ATS))  وهي وثيقة دولية تنظم العلاقات والمصالح الدولية المتعلقة بالقارة الجنوبية بين دول العالم..
تعرف  القارة القطبية الجنوبية على أنها «جميع الأراضي والجرف الجليدية والجزر التي تقع جنوب خط عرض 60 درجة.. ويقع مقر أمانة معاهدة أنتاركتيكا في بوينس آيرس ، الأرجنتين
تعتبر القارة القطبية الجنوبية بحسب بنود هذه المعاهدة محمية علمية يحق لكل الدول إجراء الابحاث العلمية فيها، وتحظر المعاهدة أي استخدامات أو أنشطة عسكرية أو إنشاء أي قواعد عسكرية أو إجراء أي تجارب ذو طبيعة عسكرية أو محاولات لاستخراج المعادن والتنقيب في القارة.
وقد برزت الحاجة الى هذه المعاهدة بعد الحرب العالمية الثانية حيث بدأت  الصراعات الدولية المختلفة على القارة القطبية الجنوبية  فقد نفذت الولايات المتحدة في  26 اب 1946 وحتى بداية عام 1947 عملية الوثب العالي، وهي أكبر قوة استكشافية عسكرية أرسلتها الولايات المتحدة إلى القارة القطبية الجنوبية ، وتألفت من 13 سفينة و 4700 جندي يحملون العديد من الأجهزة والمعدات. لغرض  تدريب الأفراد العسكريين على وقوع حرب في القارة القطبية الجنوبية واختبار المواد والمعدات في الظروف شديدة البرودة .
كما حدثت مناوشات بين الارجنتين  وبريطانيا في خليج هوب القريب من القارة القطبية الجنوبية ، عندما أطلق الاسطول  الأرجنتيني  المكون من 8  سفن حربية طلقات تحذيرية على مجموعة من البريطانيين. في 1 شباط  1952 وقد ردت القوات البريطانية  في 4 اب بإرسال سفينة حربية تحمل مجموعة من مشاة البحرية إلى مكان
الحادث. مما أدى إلى نشوب توتر عسكري في  المنطقة أنتهى بتوقيع اتفاقية بحرية بين الأرجنتين وتشيلي والمملكة المتحدة بحيث تلتزم فيها الدول الثلاث بعدم إرسال سفن حربية جنوب خط عرض 60 جنوبًا، وكانت هذه الإتفاقية يتم تجديدها سنويًا حتى عام 1961 بعد دخول معاهدة القارة القطبية الجنوبية حيز التنفيذ.
 وقد أدى تزايد القواعد العلمية إلى  تزايد التوترات الدولية وخطر انتشار الحرب الباردة إلى تلك القارة ، مما دعى  رئيس الولايات المتحدة   أيزنهاور الى عقد مؤتمر أنتاركتيكا ودعوة اثني عشر دولة نشطة في أنتاركتيكا للإجتماع في واشنطن خلال المؤتمر الجيوفيزيائي الدولي لتحديد الإطار الأساسي للمفاوضات وتوقيع معاهدة تحفظ السلم في القارة القطبية الجنوبية ..وبالفعل عقدت الدول الاثنتي عشرة60 جلسة من يونيو 1958 إلى أكتوبر 1959 في المرحلة الاولى من  ولكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مسودة للمعاهدة وفي المرحلة الثانية ، عُقد مؤتمر دبلوماسي على أعلى مستوى في الفترة من 15 أكتوبر إلى 1 ديسمبر  وتم طرح  الأفكار المركزية التي حظيت بقبول كامل هي حرية البحث العلمي في أنتاركتيكا والاستخدام السلمي للقارة. كما تم الاتفاق على  تجريد القارة من السلاح والحفاظ على الوضع الراهن ..
تم توقيع المعاهدة في الأول من ديسمبر 1959 ، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1961، ووقعت عليها في البداية 12 دولة من الدول التي كانت مشتركة في مشروع (السنة الجيوفيزيائية الدولية 1957-1958) وكان لها مصالح كبيرة في القارة القطبية الجنوبية في ذلك الوقت، وتطالب بملكية حصة من القارة وهي (الأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وشيلي وفرنسا واليابان ونيوزيلندا والنرويج وجنوب إفريقيا والاتحاد السوفيتي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة). وقد تعهدت هذه الدول بالالتزام ببنود المعاهدة من أجل السماح بإقامة الأبحاث العلمية التي تعود بالفائدة على الجميع.
ويبلغ عدد الدول الموقعة على المعاهدة اليوم 54 دولة..

الأحد، 2 أكتوبر 2022

رجل الجبل ..

 يقول سقراط:
‏الإنسانية رتبة يصل لها بعض البشر و يموت آخرون دون الوصول إليها
"داشرات مانجي" رجل هندي يسكن في قرية نائية ومعزولة في الهند. أصيبت زوجته إصابة خطيرة جدا وبسبب بعد المسافة بين المستشفى والقرية والطريق الطويل الوعر (70 كيلومترا) لم تصل سيارة الإسعاف في الوقت المناسب وماتت بين يدي زوجها وهو عاجز لا يملك من أمره شيئا.
طلب من الحكومة أن تشقّ نفقا في الجبل لاختصار الطريق إلى القرية حتى لا تتكرّر هذه الحادثة لأناس آخرين ولكنّها تجاهلته...فقرّر هذا الفلاح أن يتصرف بنفسه لكي ينهي تلك المأساة التى يعيشها هو وأهل قريته؛
فأحضر فأسا ومعولا وقرر الحفر بيديه طريقا صخريا بريا بين الجبل.
سخر منه جميع أهل القرية واتهموه بالجنون،وقالوا إنه فقد عقله بعد وفاة زوجته. ولكنه أمضى 22 عاما يحفر في الجبل،يوميًا من الصباح إلى المساء، دون كلل ولا ملل،ولا يملك إلاّ فأسه ومعوله وإرادة تواجه الجبال وصورة زوجته في ذهنه وهي تموت بين يديه.
ابتدأ العمل عام 1960 ونجح اخيرا في عام 1982  في أن يشقّ طريقا في الجبل بطول 110 أمتار، وبعرض 9 أمتار، وبارتفاع 7 أمتار، لتصبح المسافة بين قريته والمدينة فقط 7 كيلومترات بعد أن كانت 70 كيلومترا؛
وأصبح باستطاعة الأطفال الذهاب إلى المدرسة   كما أصبح بإمكان الإسعاف الوصول في الوقت المناسب.
لقد فعل داشرات مانجي بيديه العاريتين وبإرادته التي تغلب الجبال لمدّة 22 عاما ما لم  تستطع أن تفعله الحكومة في 3 شهور وقد سُمّي هذا الفلاح برجل الجبل، وتمّ إنتاج فيلم سينمائي عنه يروي قصّته.
اصيب رجل الجبل داشرات مانجي بمرض سرطان المخ  ورحل سنة 2007 ... وقد  شيّعه  الالاف من الهنود تقدمهم رئيس الوزراء في جنازة وطنية ويرى  الكثيرين  أنه كان  يستحق وسام “بهارات راتنا”،وهو أعلى وسام في الهند لمن يُقدم خدمة إستثنائية للمجتمع..


مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...