بعد تأسيس الدولة
العراقية الحديثة عام قررت الحكومة اقامة معرض زراعي صناعي ببغداد سنة
1932... اقامت المعرض الجمعية الزراعية الملكية برعاية مباشرة من الملك فيصل الاول
لبيان النهضة الزراعية والصناعية والعلمية التي يشهدها العراق..وقد ساهم في اقامة
المعرض الزراعي الصناعي ممثلوا الوزارات جميعا .. واختير لمكان المعرض الزراعي –
الصناعي مساحة واسعة في منطقة العيواضية
الحالية ..وهي المساحة الممتدة من شارع الامام الاعظم والى حدود
كلية الهندسة القديمة .. وكانت
اغلب مساحة المعرض هو عبارة عن حدائق اطلق
عليها لاحقا "حدائق المعرض" واختير
المهندس البريطاني هارولد كليفورث ميسون
والذي صمم ايضا بناية الكلية الطبية في
الباب المعظم عام 1930كما صمم بعدها "قصر الزهور" في الحارثية عام
1933... وصمم العديد من الدور السكنية للنخبة في حيَ الوزيرية الراقي اختير لتصميم البناية الرئيسيه للمعرض
افتتح المعرض الزراعي –
الصناعي "الامير عبد الله امير شرق الاردن" نيابة عن الملك فيصل الاول ،
الذي كان في زيارة خارج العراق .. وذلك في اليوم الاول من نيسان سنة 1932، واستمر
المعرض لغاية 30 نيسان ..
وقد دعي الفنان الكبير
محمد عبد الوهاب للحضور الى بغداد واحياء
حفلات فنية في ليالي المعرض واعد
لهذا الغرض مسرح في حدائق المعرض تم تشييده من القصب لكي يقدم عليه الموسيقار محمد
عبدالوهاب حفلاته الغنائية،وفي الحفلة الاولى التي اقيمت في اليوم الاول من ايام
المعرض، انشد محمد عبدالوهاب قصيدة (ياشراعا وراء دجلة يجري ) التي نظمها الشاعر
الكبير احمد شوقي وفي الايام التالية اعادها الفنان مع اغانيه الشهيرة آنذاك مثل
(ياجارة الوادي) و(الهوى والشباب) و(انا انطونيو) و(ظبية الوادي) وبعض ادواره
الغنائية، ولكن الحقيقة ان الاقبال على حفلات عبدالوهاب كان ضعيفا كما ذكر
معاصريها، فالفنان لم يكن معروفا انذاك
بين الاوساط الشعبية ، كما ان اسعار التذاكر كانت باهظة في الوقت الذي كانت
ذيول الازمة الاقتصادية العالمية تلقي بضلالها على الوضع الاقتصادي في العراق..
اضافة للحملة الشعبية التي اثيرت ضد
عبدالوهاب والفن المصري بشكل عام والتي قادها الشاعر الشعبي الكبير الملا عبود
الكرخي..
وفي نهاية المعرض
اختيرت الساعة ذات الاربع اوجه والتي صنعها الحاج عبد الرزاق محسوب في معمله للمكائن
للفوز بالجائزة الاولى للمعرض
والساعة حاليا تنتصب شامخة على برجها الشهير في جامع الامام الاعظم بالاعظمية ..
بعد الانتهاء من المعرض شغلت وزارة الخارجية المبنى الرئيس
للمعرض المطل على شارع الامام الاعظم
واصبح مقراً لها لغاية الستينات،
قبل ان تتركه الى مقرها الجديد في كرادة مريم ... ثم شغلته بعد الخارجية مديرية
"إسالة ماء بغداد". ودوائر
صحية وخدمية اخرى. اما حدائق المعرض والتي
ظلت لفترة طويلة من اهم متنزهات العاصمة ولكنها عانت الاهمال لاحقا وازيلت
وبني على ارضها عدد من البنايات الرسمية
منها مكتبة الاوقاف والتي ازيلت لاحقا وحاليا تشغلها عدد من المؤسسات
التعليمية العائدة الى وزارة التعليم العالي
ومؤسسو المعاهد الفنية ...