الجمعة، 4 نوفمبر 2016

الفشافيش


 الفشه....هي رئة الخروف او العجل (الريه بالمصطلح العراقي) جزء من ما يسمى المعلاك الذي بدوره جزء من الذبيحة وسمي بالفشه لان الرئه تنتفخ عندما يدخلها الهواء وبعملية الشهيق وتفش عندما يخرج منه الهواء بعملية الزفير..وكانت الى قبل حوالي مئة سنة من الاجزاء التي يستنكف الناس وخصوصا العراقيون من اكلها وتكون طعاما للكلاب و( البزازين ) وغيرها من الحيوانات حتى جاءت الازمة الاقتصاديه التي ضربت العراق والعالم واضطرتهم حتى الى اكل لحوم الحمير والكلاب بل وحتى لحوم البشر كما حصل في جريمة الموصل ...بعد هذا التاريخ اصبح المعلاك من الاكلات المفضلة حتى لاثرياء العراق وذلك لقيمته الغذائيه العاليه وبالامس اشتريت معلاك الغنم بسعر يفوق سعر كيلو اللحم وتجاوز سعر نفر المعلاك ال٢٠٠٠٠ دينارفي مطاعم الخمس نجوم . ..تذ كرت هذه المعلومات وانا اتابع برنامجا عن فاعلي الخير عرض من على احدى القنوات الفضائية فجر هذا اليوم..السيدة ام حسين ربه بيت والمعيل الوحيد لاسرة مكونه من زوجها السبعيني الضرير..وابنيها حسين المصاب بداء الفيل..ومحمد المنغولي ...تسكن غرفة من الصفيح في مخازن للادوات الاحتياطيه للسيارات لاحد اثرياء التجارالذي كان قد ذبح عجلا لوجه الله تعالى واقام مأدبة بمناسبة سنوية والده المرحوم....وقد وهب هذا الثري الى السيدة ام حسين فشة العجل اي رئة العجل ...لا تتخيلوا يا اخوتي مبلغ فر ح ام حسين بالفشة وهي تحدث مذيع القناة الذي جاء يحمل بعض الادوية لابنها المصاب بداء الفيل ..كانت فرحه...(خاله هسة احمس بصل وعندي سوية نومي بصرة ...الله ينطي ابو فلان هاي الفشة تطلعني غده مال ٣ ايام...)سألها المذيع الم يعطيك لحما ..فاجابت لا ( غير عازم جماعته ) زين منطاج معلاك كبدة؟؟؟ ...لا خاله نعمه ..شبيهه الفشه..جا طالبين الله بطلابه...كم هي بسيطة ورائعة وصابرةوقنوعة هذه السيدة ..وتذكرت من يتخيل نفسه كريما وصاحب اعمال خير وهو يعطي ملابسه وملابس عائلته القديمة الى الايتام بدلا من المزبلة وهو يبحث عن اجر ...لا ايها السادة من يفعل هذا يضحك على نفسه ..الانفاق في الاسلام هو ان تنفق من اطيب ما تملك وان تتصدق من الاكل مما تأكل. .وان تعطي من الملبس افضله.كان احد كبارنا يطبخ في ايام المحرم والاربعينيه ولا يوزع منه شيئا لا يبقي حتى لنفسه..كان يضع الطبخ في اواني صغيرة من ذات الاستعمال الواحد ويوزعها على المستشفيات ومراكز التوقيف والشرطة في الشوارع ودور الايتام والعجزة ..هذا لمن يريد المتاجرة مع الله عز وجل ومن اراد الرياء..فما عليه الا ان يردد..فش فيش...فشافيشش...

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...