الخميس، 14 مايو 2020

الكمامة... موضة العام 2020



اصبح  العام 2020 اسم "عام الكمامة" فهذه هي المرة الأولى في تاريخ البشرية التي يضع فيها اغلب سكان الكوكب الكمامة على وجوههم في نفس الوقت ولمدة قد تطول  ولا يعلمها  الا الله وقد اصبحت  الكمامة جزءاً من الملابس التي يرتديها الناس مما دفع كثير من بيوت الأزياء والموضة إلى تصميم كمامات بألوان مختلفة وموديلات تناسب مع ألوان الملابس وتصاميمها، وبعضها مزيّن بأحجار كريمة وأخرى ذات تصميم عصري.
يرجع استخدام الإنسان للأقنعة إلى زمن الإغريق والرومان المولعين بالمسرح والفن، حيث ظهرت أقنعة تستخدم في العروض المسرحية تغطي جزء من الوجه او  الوجه بالكامل كما استخدمت الكمامة  في الكثير من المجتمعات ومنها مجتمعنا العربي والاسلامي حيث كان ارتدائها شرطا للعاملين في  اسواق الطحين  والخبازين ..و  جاء في رسالة في القضاء والحسبة للقاضي  محمد ابن عبدون الأندلسي ..
".ولا يعجن أحدكم إلا وهو ملثم لئلا يتطاير من فمه شيئ إذا عطس أو تكلم... وأن يشد على جبينه عصابة بيضاء كي لا يعرق فيقطر منه شيء فوق العجين"... كما  كان رجال قبائل الطوارق في الصحراء العربية الكبرى  يغطون الأنف والوجه بطبقة سميكة من القماش منعاً لغبار العواصف الرملية في الصحراء وكذلك  البرقع الذي تغطي به النساء وجهها في بعض الدول الاسلامية كدليل  على الحشمة. كما ان هناك شعوب تعودت على ارتداء الكمامة  خاصة  في المدن الدول الاسيوية  الصناعية مثل طوكيو وبكين  اما في كاتماندو عاصمة النيبال فإن الكمامة "لباس" عادي لجميع سكانها، كونها  أكثر مدن العالم  تلوثاً على الرغم من أنها غير صناعية  لكونها سقف العالم و أعلى عاصمة في العالم حيث يتجمع فيها تلوّث العالم الصناعي ، كما يرتفع دخان الموقد نحو السقف في الغرفة .
اما  الأقنعة ذات الاستخدام الطبي فقد ظهرت عام 1897 على يد الطبيب والجراح الفرنسي بول بيركييه الذي أدخل الكمامة مجال الطب. وتطورت  الكمامات بمرور الأيام من طبقات الشاش الطبي البسيطة المستخدمة في القرن التاسع عشر إلى طبقات النانو فايبر والفلاتر مما جعل عملية الاختيار في يومنا هذا مربكة للغاية. ولكن على العموم تصنف الكمامات إلى كمامات بسيطة لا تمتلك القدرة على عزل البكتيريا .ثم  أقنعة الوجه، ومنها أقنعة الغبار، وهي   لا تمنع الفيروسات، ويليها أقنعة n95  الأفضل للحماية من الفيروسات، ، ولكن ارتدائها غير مريح للتنفس، واخيرا  ألاقنعة الجراحية، وهي تحمي من الكائنات الدقيقة، وتساعد على احتواء السعال والعطاس لمرتديها.وقد زادت الحاجة الى الكمامات بعد عام 2007 اثر  انتشار مرض إنفلونزا الطيور، والخنازير، حيث أثبتت الدراسات، أن الأقنعة كان لها الفضل في  تقليل خطر الإصابة بالأمراض بنسبة 80%.
اليوم  وفي ظل الازمة الحالية لفايروي كورونا فما زالت الكمامة محل أخذ ورد في فائدتها لردع انتشار المرض . فهناك دول فرضت  على مواطنيها وضع الكمامة في الأماكن العامة وخلال التجمّعات. في حين تؤكد منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية  اخرى أن لا فائدة من استعمال الكمامة ولكنها  توصي باستخدامها فقط  "في حال الاعتناء  بشخص مشتبه في إصابته بفيروس كورونا" وهي كما هي الحال مع ارتداء القفازات، تحقق شعوراً زائفاً بالحماية، حيث يقوم مرتدوها بملامسة الأشياء ومن ثم لمس عيونهم أو أنوفهم أو أفواههم. ما يزيد في فرص تعرّضهم لالتقاط الفيروسات.
بعد الحاجة إلى الاحساس بالأمان ازدهرت الصناعة المنزلية للكمامة وانتشرت فيديوهات كثيرة على شبكة التواصل الاجتماعي لدروسً في صنع الكمامة من الاقمشة والمناديل  لقيت رواجاً كبيراً  ونشطت هذه التجارة كما تم  ابتكار أنواع منها من أقمشة يعاد غسلها وتعقيمها واستخدامها مرات عدة .
هناك معلومة ربما لا يعرفها كثيرون من مستعملي الكمامة الطبية ، أنها صُمّمت بلونين، أبيض وأزرق،ففي حال كنت المريض فيجب أن يكون اللون الأبيض هو الملامس لوجهك واللون الأزرق ظاهراً للخارج ، كي تحمي الناس من العدوى، أما في حال كنت سليماً وتريد أن تحمي نفسك من العدوى، فيجب ارتداء الكمامة بحيث يكون اللون الأبيض للخارج، والأزرق ملامساً لوجهك .
على الصعيد الدولي فقد باتت  الكمامة كما السلاح الحربي، تخضع لصفقات ومقايضات "وقرصنة" فقد استولت التشيك  على شحنة من الكمامات قدمتّها الصين إلى إيطاليا ..كما اتهمت السلطات الألمانية الولايات المتحدة بالاستيلاء على مئتي ألف كمّامة طبية في مطار بانكوك، كانت قد اشترتها برلين لاستخدامها في مكافحة فيروس كورونا. وباتت الصفقات  خاضعة لسيطرة من  يملك مالاً نقدياً للشراء من بين الدول حيث قام الأميركيون في اللحظات الأخيرة بشراء شحنة من الكمامات كانت قد طلبتها السلطات الفرنسية من الصين، بعدما ضاعفوا ثمنها لمصلحة الجهة المصنّعة، ودفعوا الثمن نقداً. وحدثت الصفقة "المقرصنة" في مدرج مطار صيني قبل أن تقلع الطائرة في اتجاه فرنسا كما اتهمت شركة مولنليك الطبية السويدية السلطات الفرنسية بمصادرة ملايين الكمامات والقفازات الطبية التي استوردتها  من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا. وقد وصف رئيس الوزراء السلوفيني  بيتر بيليغريني الامر ببساطة وهو أنه عندما يتعلق الأمر بشراء شحنات كمامات فإن النقد هو سيد الموقف.
نعم سيكون عام 2020 عام الكمامة .. والعافية للجميع

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...